كتاب الكوكب الوهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج (اسم الجزء: 26)

(٠٠) (٢٩٩٧) (١٥٧) سِرْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -. حَتَّى إِذَا كَانَتْ عُشَيْشِيَةٌ وَدَنَوْنَا مَاءً مِنْ مِيَاهِ الْعَرَبِ، قَال رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ رَجُلٌ يَتَقَدَّمُنَا فَيَمْدُرُ الْحَوْضَ فَيَشْرَبُ وَيَسْقِينَا؟ "
ــ
بنصبه بأن مضمرة وجوبًا بعد الفاء السببية الواقعة في جواب النهي أي لا يكن منكم موافقة لتلك الساعة فاستجابة الله لكم، وبرفعه على الاستئناف على تقدير مبتدأ أي فهو يستجيب لكم.
والحديث يدل على عدم جواز لعن البعير وغيره من سائر الدواب وعلى عدم جواز الدعاء على نفسه وأهله.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أبو داود في الصلاة باب النهي عن أن يدعو الإنسان على نفسه وأهله وماله [١٥٣٢]، وابن حبان [٧/ ٤٩٨].
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى الحديث الثالث من أحاديث جابر التي رواها عنه عبادة بن الوليد بالسند السابق فقال:
(٠٠) (٢٩٩٧) (١٥٧) قال عبادة بن الوليد بالسند السابق: قال لنا جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنهما (سرنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) في بعض تلك الأيام أيام غزواته (حتى إذا كانت) ودخلت علينا (عشيشية) أي عشية بضم العين وفتح الشين الأولى وكسر الثانية وتخفيف الياء الثانية تصغير للعشية المصغرة على خلاف القياس لأن المصغر لا يصغر ثانيًا لأن قياس تصغيرها أن يقال عشية فأبدلوا إحدى الياءين شيئًا وأصلها قبل التصغير عشية بفتح العين المهملة وهو ما بين الزوال إلى نصف الليل ويقابلها البكرة ويقال لها الأصيل، فقوله (عشيشية) أصله عشييية بثلاث ياءآت فأبدلوا الثانية شيئًا لتوالي الأمثال فصار عشيشية (ودنونا) أي قربنا (ماءً) أي بئرًا (من مياه العرب) أي من آبارها لأن الأنهار والعيون ليست في بلادهم لشدة قربها إلى البحر (قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) جواب إذا (من رجل يتقدمنا) بفتح الميم من من لأنها استفهامية، أي أي رجل يسبقنا ويمشي قدامنا (فيمدر) لنا (الحوض) أي يطينه ويصلحه لنا يقال يمدر مدرًا من باب نصر والمدر بسكون الدال تطيينك وجه الحوض بالطين الحر لئلا ينشف كما في لسان العرب [١٣/ ٥٣] (فيشرب) هو بنفسه (ويسقينا) أي يسقي لنا

الصفحة 475