كتاب الكوكب الوهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج (اسم الجزء: 26)

قَال جَابِرٌ: فَقُمْتُ فَقُلْتُ: هَذَا رَجُلٌ، يَا رَسُولَ اللهِ. فَقَال رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أَيُّ رَجُلٍ مَعَ جَابِرٍ؟ " فَقَامَ جَبَّارُ بْنُ صَخْرٍ. فَانْطَلَقْنَا إِلَى الْبِئْرِ. فَنَزَعْنَا فِي الْحَوْضِ سَجْلًا أَوْ سَجْلَينِ. ثُمَّ مَدَرْنَاهُ. ثُمَّ نَزَعْنَا فِيهِ حَتَّى أَفْهَقْنَاهُ. فَكَانَ أَوَّلَ طَالِعٍ عَلَينَا رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -. فَقَال: "أتأْذَنَانِ؟ "
ــ
دوابنا بإخراج الماء من البئر ونقله إلى الحوض (قال جابر فقمت) من بين القوم (فقلت هذا) القائم يريد نفسه (رجل) مستعد لهذا الأمر يعني التقدم (يا رسول الله، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) للقوم (أي رجل) منكم يتقدم لنا (مع جابر فقام جبار بن صخر) الأنصاري ثم السلمي - رضي الله عنه - فقال: أنا مع جابر يا رسول الله، يكنى أبا عبد الله ذكره موسى بن عقبة عن ابن شهاب في أهل العقبة، وذكره أبو الأسود عن عروة في أهل بدر وكان يخرص نخيل خيبر بعد عبد الله بن رواحة ولا يعرف له حديث في غير هذه القصة اهـ من الإصابة [١/ ٢٢١] (فانطلقنا) أي فانطلقت أنا وجبار بن صخر (إلى البئر) الذي أراده رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال جابر (فنزعنا) أي جبذنا وأخذنا الماء من البئر فصببناه وكببناه (في الحوض سجلًا أو سجلين) أي دلوًا أو دلوين، والسجل بفتح السين وسكون الجيم الدلو المملوءة ماء، قال المازري: قال ابن السكيت: يقال نزعت الدلو جبذبتها ونزعت في السهم رميت به ونزعت من كتاب الله قرأتها محتجًا بها، وقال الهروي: السجل الدلو الملأى (ثم مدرناه) أي مدرنا الحوض وطيبناه وأصحلناه (ثم نزعنا) الماء ونزحناه (فيه) أي في الحوض أي أخذنا الماء من البئر وصببناه فيه (حتى أفهقناه) أي أفهقنا الحوض وملأناه ماء، من الفهق وهو الامتلاء يقال أفهقت الإناء ففهق وبئر مفهاق أي كبيرة كذا ذكره القاضي من الجمهور، قال: ورواه السمرقندي (أضففناه) وهو صحيح المعنى قيل معناه ملأناه حتى بلغ ضفتيه وهما جانباه أي جمعنا الماء فيه وضفة الناس جماعتهم كله بفتح الضاد اهـ من الأبي. والحاصل أنه كان هناك بئر وحوض فنزعنا أولًا دلوًا أو دلوين لتحويل التراب إلى الطين ثم طيّنا الحوض لتنظف وتستقر فيه الماء الطيب ثم نزعنا من البئر وملأنا ذلك الحوض اهـ تكملة (فكان أول طالع) وقادم (علينا) بالنصب على أنه خبر لكان مقدمًا (رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) بالرفع اسم كان مؤخرًا (فقال) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لنا (أتأذنان) لي أن أسقيه

الصفحة 476