كتاب الكوكب الوهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج (اسم الجزء: 26)

الأَنْصَارِيِّ، فَانْظُرْ هَلْ فِي أَشْجَابِهِ مِنْ شَيءٍ؟ " قَال: فَانْطَلَقْتُ إِلَيهِ فَنَظَرْتُ فِيهَا فَلَمْ أَجِدْ فِيهَا إِلَّا قَطْرَةً فِي عَزْلاءِ شَجْبٍ مِنْهَا، لَوْ أَنِّي أُفْرِغُهُ لَشَرِبَهُ يَابِسُهُ. فَأَتَيتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي لَمْ أَجِدْ فِيهَا إِلَّا قَطْرَةً فِي عَزْلاءِ شَجْبٍ مِنْهَا. لَوْ أَنِّي أُفْرِغُهُ لَشَرِبَهُ يَابِسُهُ. قَال: "اذْهَبْ فَأْتِنِي بِهِ" فَأَتَيتُهُ بِهِ. فَأَخَذَهُ بِيَدِهِ فَجَعَلَ يَتَكَلَّمُ بِشَيءٍ لَا أَدْرِي مَا هُوَ. وَيَغْمِزُهُ
ــ
الأنصاري فانظر هل في أشجابه) وأسقيته (من شيء) أي شيء من الماء (قال) جابر (فانطلقت إليه فنظرت فيها) أي في أشجابه (فلم أجد فيها إلا قطرة) أي إلا بقية قليلة باقية (في عزلاء شجب) أي في فم قربة كائنة (منها) أي من تلك الأشجاب والقرب، والعزلاء بفتح العين وسكون الزاي فم القربة يعني كان هناك قطرة أي قليل من الماء باق في فم قربة من القرب التي كانت عنده (لو أني أفرغه) أي أصب ذلك القليل وحركته من محله (لشربه) أي لشرب ذلك القليل (يابسه) أي يابس الشجب وناشف القربة ومعنى هذا الكلام أنّ الماء الباقي في القربة قليل جدًّا فلقلته مع شدة يبس باقي الشجب وهو السقاء لو أفرغته وحركته من محله بالصب لاشتفه اليابس من الشجب ولم ينزل منه شيء اهـ نووي، يعني أن الماء من القلة بحيث لو سكبته في إناء ليبست القطرة قبل أن تبلغ الإناء لأن الشن اليابس يجذبه ويشربه، قال جابر (فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) ورجعت إليه من عند الأنصاري صاحب الأشجاب (فقلت) له - صلى الله عليه وسلم - (يا رسول الله إني لم أجد فيها) أي في تلك الأشجاب (إلا قطرة) باقية (في عزلاء شجب) أي في فم قربة (منها) أي من تلك الأشجاب (لو أني أفرغه) أي أفرغ ذلك القليل وسكبته في إناء آخر (لشربه) أي لشرب ذلك القليل الباقي من الماء (يابسه) أي يابس الشجب وجافه قبل نزوله في إناء آخر فـ (قال) لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (اذهب) إلى الأنصاري (فأتني به) أي بذلك الشجب الذي فيه قطرة من ماء (فأتيته) - صلى الله عليه وسلم - (به) أي بذلك الشجب (فأخذه) أي فأخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذلك الشجب الذي أتيت به (بيده) الشريفة (فجعل) أي شرع - صلى الله عليه وسلم - (يتكلم بشيء) من الكلام على ذلك الشجب (لا أدري) ولا أعلم أنا جواب استفهام (ما هو) أي ما ذلك الكلام الذي تكلم على الشجب هل هو دعاء أم لا (ويغمزه) من باب ضرب معطوف على يتكلم أي فجعل يتكلم على الشجب ويغمزه أي يعصره ويمرخه ويحرّكه

الصفحة 487