كتاب الكوكب الوهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج (اسم الجزء: 26)

قَال فأَتَى النَّاسُ فَاسْتَقَوْا حَتَّى رَوُوا. قَال: فَقُلْت: هَلْ بَقِيَ أَحَدٌ لَهُ حَاجَةٌ؟ فَرَفَعَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَدَهُ مِنَ الْجَفْنَةِ وَهِيَ مَلأَى.
(٠٠) (٢٣٠١) (١٦١) وَشَكَا النَّاسُ إِلَى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - الْجُوعَ. فَقَال: "عَسَى اللهُ أَنْ يُطعِمَكُمْ" فَأَتَينَا سِيفَ الْبَحْرِ
ــ
(قال) جابر (فأتى الناس) كلهم (فاستقوا) الماء وأخذوه في أوانيهم (حتى رووا) وشبعوا منه (قال) جابر (فقلت) في الناس وناديتهم ثانيًا (هل بقي أحد) منكم (له حاجة) إلى الماء فسكتوا (فرفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يده) الشريفة المباركة (من الجفنة وهي) أي والحال أن الجفنة (ملأى) أي مملوءة ماء، قال القاضي: هذه من باهر معجزاته - صلى الله عليه وسلم - وقد روينا عنه هذه في مواطن متفقة المعنى وكذلك في معجزاته - صلى الله عليه وسلم - ما تقدم من أمر الشجرتين وكذلك اكتفاؤهم بالتمرة ببركته - صلى الله عليه وسلم - وكذلك الدابة التي ألقاها البحر وتقدمت في كتاب الجهاد في غزوة أبي عبيدة، ويظهر أنها قضية أخرى غير القضية الآتية، لأن هذه حضرها رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، ويحتمل أن هذه الآتية تلك السابقة وأوردها جابر بعد ذكره ما شاهده مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعطف هذه القضية عليها اهـ من الأبي.
وهذا الحديث مما انفرد به مسلم عن أصحاب الأمهات.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى الحديث السابع من أحاديث جابر التي رواها عنه عبادة بن الوليد مجموعة بالسند السابق فقال:
(٠٠) (٢٣٠١) (١٦١) قال جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - (وشكا الناس إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الجوع) أي أخبروه شدة الجوع بهم على سبيل الشكوى (فقال) لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (عسى الله) أي حقق الله (أن يطعمكم) أي أن يرزقكم طعامًا يزيل عنكم ألم الجوع، قال جابر (فأتينا) معاشر الصحابة في سفرنا تلك (سيف البحر) بكسر السين وسكون الياء أي ساحل البحر وشاطئه، وتسمى هذه السرية سرية سيف البحر، وتسمى سرية الخبط أيضًا لأن الصحابة اضطروا فيها إلى أكل الخبط وهي ورق الشنجر وقد مضت قصة هذه السرية مبسوطة في كتاب الصيد والذبائح باب إباحة ميتة البحر، وذكرنا هناك أنها وقعت سنة ست من الهجرة أو قبلها وكان أميرهم أبو عبيدة بن الجراح، وكذلك وقع في روايات البخاري في المغازي [رقم ٤٣٦٠] وما

الصفحة 489