كتاب التمهيد لشرح كتاب التوحيد

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــQفإثبات النون وحذفها وجهان جائزان في اللغة - بشروطه المعروفة -.
وقوله تعالى: {مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [النحل: 120] المشركين: جمع تصحيح لـ (المشرك) ، والمشرك اسم فاعل الشرك، و (أل) - كما هو معلوم في العربية - إذا دخلت على اسم الفاعل أو اسم المفعول فإنها تكون موصولة، كما قال ابن مالك في الألفية:
وصفة صريحة صلة أل ... وكونها بمعرب الأفعال قل
والاسم الموصول عند الأصوليين يدل على العموم، فيكون معنى قوله - إذًا -: {وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [النحل: 120] أنه لم يك فاعلا للشرك بأنواعه، ولم يك منهم.
ودلَّ قوله - أيضا - {وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [النحل: 120] على أنه ابتعد عنهم، لأن (مِنْ) تحتمل أن تكون تبعيضية، فتكون المباعدة بالأجسام، ويحتمل أن تكون بيانية، فتكون المباعدة بمعنى الشرك. فالمقصود: أن الشيخ - رحمه الله - استحضر هذه المعاني من الآية فدلته على أنها في تحقيق التوحيد.
قال - جل وعلا -: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [النحل: 120] ذلك لأن من جَمَع تلك الصفات فقد حقق التوحيد، ومن حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب.
وقد فسر إمام الدعوة - المصنف - الشيخ: محمد بن عبد الوهاب، هذه الآية من أواخر سورة النحل، فقال - رحمه الله -: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً} [النحل: 120]

الصفحة 36