كتاب بدائع الفوائد - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 3)

كلهم وليس احدهم أولى بالتعيين من الآخرين جعلت القرعة فاصلة بينهم معينة لأحدهم فكأن المقرع يقول اللهم قد ضاق الحق عن الجميع وهم عبيدك فخص بها من تشاء منهم به ثم تلقى فيسعد الله بها من يشاء ويحكم بها على من يشاء وهذا سر القرعة في الشرع وبهذا علم بطلان قول من شبهها بالقمار الذي هو ظلم وجور وكيف يلحق غاية الممكن من العدل والمصلحة بالظلم والجور هذا من افسد القياس وأظهره بطلانا وهو كقياس البيع على الربا فإن الشريعة فرقت بين القرعة والقمار كما فرقت بين الربا والبيع فأحل الله البيع وحرم الربا وأحل الشارع القرعة وحرم القمار وقد قال تعالى وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم ايهم يكفل مريم وما كنت لديهم إذ يختصمون وقال تعالى إخبارا عن ذي النور فساهم فكان من المدحضين وقد احتج الأئمة بشرع من قبلنا جاء ذلك منصوصا عنهم في مواضع وقد ثبت عن النبي أنه كان إذا اراد سفرا اقرع بين نسائه فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه
وثبت عنه في الصحيح ايضا أن رجلا أعتق ستة مملوكين لا مال له سواهم فجزأهم النبي أجزاء وضرب عليهم @

الصفحة 1264