كتاب بدائع الفوائد - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 3)

وذكر أبو عمر عن ابن عيينة وسحنون اجسر الناس على الفتيا أقلهم علما
وكان مالك بن أنس يقول من أجاب في مسألة فينبغي من قبل أن يجيب فيها ان يعرض نفسه على الجنة أو النار وكيف يكون خلاصة في الآخرة سئل عن مسألة فقال لا ادري فقيل له إنها مسألة خفيفة سهلة فغضب وقال ليس في العلم شيء خفيف ألم تسمع قوله جل ئناؤه إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا فالعلم كله ثقيل وخاصة ما يسأل عنه يوم القيامة وقال كان أصحاب رسول الله عليهم المسائل ولا يجيب أحدهم في مسألة حتى ياخذ رأي صاحبه مع ما رزقوا من السداد والتوفيق مع الطهارة فكيف بنا الذين غطت الخطايا والذنوب قلوبنا
وقال عبد الرحمن بن مهدي جاء رجل إلى مالك يسأله عن شيء أياما ما يجيبه فقال يا أبا عبد الرحمن إني أريد الخروج وقد طال التردد إليك فأطرق طويلا ثم رفع رأسه وقال ما شاء الله يا هذا إني إنما أتكلم فيما احتسب فيه الخير ولست أحسن مسألتك هذه
وسئل الشافعي عن مسألة فسكت فقيل له ألا تجيب يرحمك الله فقال حتى أدري الفضل في سكوتي أو في الجواب@

الصفحة 1285