كتاب بدائع الفوائد - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

لأن الساعة إنما تأتي من قبلها وهي غيب فيها ومن جهتها تبتديء وتنشأ ولهذا قدم صعق أهل السموات على أهل الأرض عندها فقال تعالى ونفخ في الصور فصعق من في السموات ومن في الأرض الزمر 68
وأما تقديم الأرض على السماء في سورة يونس فإنه لما كان السياق سياق تحذير وتهديد للبشر وإعلامهم أنه سبحانه عالم بأعمالهم دقيقها وجليلها وأنه لا يغيب عنه منها شيء اقتضى ذلك ذكر محلهم وهو الأرض قبل ذكر السماء فتبارك من أودع كلامه من الحكم والأسرار والعلوم ما يشهد أنه كلام الله تعالى وأن مخلوقا لا يمكن أن يصدر منه مثل هذا الحكم أبدا تقديم المال على الولد
وأما تقديم المال على الولد فلم يطرد هذا التقديم في القرآن الكريم بل قد جاء مقدما كذلك في قوله وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم سبأ 37 وقوله إنما أموالكم وأولادكم فتنة الأنفال 28 وقوله لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله المنافقون 9
وجاء ذكر البنين مقدما كما في قوله قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم
وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها التوبة 24 وقوله زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة آل عمران 14
فأما تقديم الأموال في تلك المواضع الثلاثة فلأنه ينتظمها معنى واحد وهو التحذير من الإشتغال بها والحرص على تحصيلها حتى@

الصفحة 131