كتاب بدائع الفوائد - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 4)

ومطلق الإيمان يطلق علىالناقص والكامل ولهذا نفى النبي المطلق عن الزاني وشارب الخمر والسارق ولم ينف عنه مطلق الإيمان لئلا يدخل في قوله والله ولى المؤمنين ولا في قوله قد أفلح المؤمنين ولا في قوله إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم إلى آخر الآيات ويدخل في قوله فتحرير رقبة مؤمنة وفي قوله وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا وفي قوله لا يقتل مؤمن بكافر // رواه البخاري والترمذي والنسائي // وأمثال ذلك
فائدة مطلق الإيمان والإيمان المطلق
فلهذا كان قوله تعالى قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا نفيا للإيمان المطلق لا لمطلق الإيمان لوجوه
منها أنه أمرهم او اذن لهم أن يقولوا أسلمنا والمنافق لا يقال له ذلك
ومنها أنه قال قالت الأعراب ولم يقل قال المنافقون
ومنها أن هؤلاء الجفاة الذين نادوا رسول الله من وراء الحجرات ورفعوا أصواتهم فوق صوته غلظة منهم وجفاء لا نفاقا وكفرا
ومنها أنه قال ولما يدخل إلإيمان في قلوبكم ولم ينف دخول الإسلام في قلوبهم ولو كانوا منافقين لنفى عنهم الإسلام كما نفى الإيمان
ومنها أن الله تعالى قال وإن تطيعوا الله ورسوله لا يلتكم من أعمالكم شيئا @

الصفحة 1325