كتاب بدائع الفوائد - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

علامتا الجمع والتثنية
الواو والألف في يفعلون وتفعلان أصل للواو والألف في الزيدون والزيدان فإنما
جعلنا ما هو من الأفعال أصلا لما هو في الأسماء لأنها إذا كانت في الأفعال كانت أسماء وعلامة جمع وإذا كانت في الأسماء كانت علامة محضة لا أسماء وما يكون اسما وعلامة في حال هو الأصل لما يكون حرفا في موضع آخر إذا كان اللفظ واحدا نحو كاف الضمير وكاف المخاطبة في ذلك
وهذا أولى بنا من أن نجعل الحرف أصلا والإسم فرعا له يدلك على هذا أنهم لم يجمعوا بالواو والنون من الأسماء إلا ما كان فيه معنى الفعل كالمسلمون والصالحون دون رجلون وخيلون
فإن قيل فالأعلام ليس فيها معنى الفعل وقد جمعوها كذلك
قيل الأسماء الأعلام لا تجمع هذا الجمع إلا وفيها الألف واللام فلا يقال جاءني زيدون وعمرون فدل على أنهم أرادوا معنى الفعل أي الملقبون بهذا الإسم والمعرفون بهذه العلامة فعاد الأمر إلى ما ذكرنا
وأما التثنية فمن حيث قالوا في الفعل فعلا وصنعا لمن @

الصفحة 143