كتاب فضائل القرآن لابن كثير

إلى الله ما دام عليه صاحبه".
وفى اللفظ الآخر: "أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قلَّ".
ثم قال البخاري1: حدَّثَنا سليمان بن حرب، ثنا شعبة، عن عبد الملك بن ميسرة، عن النَّزَّال بن سبرة، عن عبد الله -هو ابن مسعود- أنه سمع رجُلًا يقرأ آية "سمع"2 النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "قرأ"3 خلافها، فأخذت بيده، فانطلقت إلى النبى -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقال: "كلاكما محسنٌ فاقرآ"، أكبر علمى قال: "فإنَّ مَنْ قبلكم اختلفوا فيه، فأهلكهم " الله عز وجل " " 4.
وأخرجه النسائى من رواية شعبة به.
وهذا فى معنى الحديث الذى تَقَدَّمَه، وأنه ينهى عن الاختلاف فى القراءة، والمنازعة فى ذلك، والمراء فيه، كما تَقَدَّمَ فى النهى عن ذلك، والله أعلم.
__________
1 في "الفضائل" "9/ 101".
وأخرجه أيضًا في "الخصومات" "5/ 70"، وفي "أحاديث الأنبياء" "6/ 513-514"، والنسائي في "فضائل القرآن" "119"، وأحمد "3724، 3907، 3908، 4364"، وأبو عبيد "ص210-211", والطيالسي "387"، والبوي الكبير في "مسند ابن الجعد" "478"، والهيثم بن كليب في "مسنده" "770، 771"، وأبو يعلى "ج9/ رقم 5262، 5341", والبوي في "شرح السنة" "4/ 506" من طرق عن شعبة، عن عبد الله بن ميسرة، عن النَّزَّال بن سبرة، عن ابن مسعود، فذكره.
2 في "أ": "سمع من النبى -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خلافها".
3 ساقط من "الأصول" واستدركته من "الصحيح".
4 هذا مما زاده المصنف -رحمه الله- على ما في "الصحيح".

الصفحة 270