كتاب مكانة الإمام أبي حنيفة في الحديث
أبو حنيفة في فقهه، والحسن بن صالح في زهده»، وقال مسعر أيضًا: «من جعل أبا حنيفة بينه وبين الله رَجَوْتُ أن لا يخاف، ولا يكون فَرَّطَ في الاحتياط لنفسه».
وقال الفضيل بن عياض: «كَانَ أََبُو حَنِيفَةَ رَجُلاً فَقِيهًا مَعْرُوفًا بِالفِقْهِ، مَشْهُورًا بِالوَرَعِ، وَاسِعَ المَالِ، مَعْرُوفًا بِالإِفْضَالِ عَلَى كُلِّ مَنْ يَطِيفُ بِهِ، صَبُورًا عَلَى تَعْلِيمِ العِلْمِ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، حَسَنُ [اللَّيْلِ] (*)، كَثِيرُ الصَّمْتِ، قَلِيلُ الكَلاَمِ، حَتَّى تَرِدَ مَسْأَلَةٌ فِي حَلاَلٍ أَوْ حَرَامٍ، وَكَانَ يُحْسِنُ أَنْ يَدُلَّ عَلَى الحَقِّ هَارِبًا مِنْ مَالِ السُّلْطَانِ» وَ «إِذَا وَرَدَتْ عَلَيْهِ مَسْأَلَةٌ فِيهَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ اتَّبَعَهُ، وَإِنْ كَانَ عَنْ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ، وَإِلاَّ قَاسَ فَأَحْسَنَ القِيَاسَ» (**).
وكانت ولادته سنة ثمانين، ومات في رجب سنة خمسين ومائة، ودُفِنَ بمقبرة الخَيْزُرَان بباب الطاق، وَصُلِّيَ عليه سِتُّ مَرَّاتٍ من كثرة الزحام، آخرهم صَلَّى عليه ابنه حماد، وغسله الحسن بن عمارة ورجل آخر، قلتُ: وزرتُ قبره غير مرة. انتهى.
قلتُ: ذكره الذهبي وابن ناصر الدين في طبقات الحفاظ. انتهى ما ذكره البَدَخْشِيُّ.
ورأيت من هذا الكتاب نسخة خطية في خزانة الكتب بدار العلوم لندوة العلماء لكنو بالهند.
وقد عقد الشيخ العلامة الثقة المُطَّلِعُ، والحافظ المُتَّبِعُ، الشيخ الإمام، شمس الدين محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي الشافعي، مؤلف " السيرة الشامية " في كتابه " عقود الجمان في مناقب الإمام
¬__________
[تَعْلِيقُ مُعِدِّ الكِتَابِ لِلْمَكْتَبَةِ الشَّامِلَةِ]:
(*) في الكتاب المطبوع (الدِّينِ) والصواب (الليل)، انظر " تاريخ بغداد " للخطيب البغدادي، تحقيق الدكتور بشار عواد معروف: 15/ 459، الطبعة الأولى: 1422هـ - 2002 م، نشر دار الغرب الإسلامي. بيروت - لبنان.
[قارن هذا القول بما ورد في ص 113 من هذا الكتاب].
(**) هو قول لابن الصباح، انظر المصدر السابق: 15/ 459.
الصفحة 65
163