كتاب مكانة الإمام أبي حنيفة في الحديث

قال الطَّحَاوِيُّ: «وَمِمَّنْ قَالَ بِهَذَا أَبُو حَنِيفَةَ وَأَبُو يُوسُفَ وَمُحَمَّدٌ».

وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ «لَمْ يَصِحَّ عِنْدِي أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَبِسَ السَّرَاوِيلَ فَأُفْتِيَ بِهِ» (¬1). انتهى.

قلتُ: وقال ابن حبان في " صحيحه " (¬2): «أَخْبَرَنَا الحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ القَطَّانُ بِالرَّقَّةِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الحَوَارِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا يَحْيَى الحِمَّانِيَّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَنِيفَةَ يَقُولُ: " مَا رَأَيْتُ فِيمَنْ لَقِيتُ أَفْضَلَ مِنْ عَطَاءٍ وَلاَ لَقِيتُ فِيمَنْ لَقِيتُ أَكْذَبَ مِنْ جَابِرٍ الجُعْفِيِّ، مَا أَتَيْتُهُ بِشَيْءٍ قَطُّ مِنْ رَأْيٍ إِلاَّ جَاءَنِي فِيهِ بِحَدِيثٍ وَزَعَمَ أَنَّ عِنْدَهُ كَذَا وَكَذَا أَلْفَ حَدِيثٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
¬__________
(¬1) كذا جاء سياق هذا الخبر في " الجواهر المضية "، وفيه اختصار شديد، وهذا نصه بتمامه من " الانتقاء " لابن عبد البر، ص 140، 141: «مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الصَّائِغُ قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ المُحَبَّرِ، قَالَ قِيلَ لأَبِي حَنِيفَةَ: المُحْرِمُ لاَ يَجِدُ الإِزَارَ يَلْبَسُ السَّرَاوِيلَ؟ قَالَ: لاَ وَلَكِنْ يَلَبْسُ الإِزَارَ، قِيلَ لَهُ: لَيْسَ لَهُ إِزَارٌ، قَالَ: يَبِيعُ السَّرَاوِيلَ وَيَشْتَرِي بِهَا إِزَارًا».
«قِيلَ لَهُ: فَإِنَّ النَّبِيَّ صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ وَقَالَ (المُحْرِمُ يَلْبَسُ السَّرَاوِيلَ إِذَا لَمْ يَجِدِ الإِزَارَ)، فَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: " لَمْ يَصِحَّ فِي هَذَا عِنْدِي عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْءٌ فَأُفْتى بِهِ، وَيَنْتَهِي كُلُّ امْرِئٍ إِلَى مَا سَمِعَ وَقَدْ صَحَّ عِنْدَنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (لاَ يَلْبَسُ المُحْرِمُ السَّرَاوِيلَ) فَنَنْتَهِي إِلَى مَا سَمِعْنَا ".
قِيلَ لَهُ: أَتُخَالِفُ النَّبِيَّ صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: لَعَنَ اللَّهُ مَنْ يُخَالِفُ رَسُولَ اللَّهِ صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهِ أَكْرَمَنَا اللهُ وَبِهِ اسْتَنْقَذَنَا». (عبد الفتاح أبو غدة).
(¬2) من " الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان ": 3/ 273 طبع دار الكتب العلمية ببيروت.

الصفحة 75