كتاب الانتهاء لمعرفة الأحاديث التي لم يفت بها الفقهاء

خلاصة القول في سائر الشروط المتقدمة:
والذي يرجع لسائر الشروط التي ذكرناها يجدها إما مندفعة غير صحيحة، وإما هي على التحقيق ليست من شروط قبول الحديث، وإما أنه ليس لها أثر على فرض صحتها.
لذلك فإنه كان من الواجب العمل بالحديث عند ثبوته، كما هو مذهب سائر المحدثين، وجمهور الشافعية والمالكية والحنابلة، وأنه إنما يعرض كسائر النصوص المقبولة على القواعد الأخرى من قواعد الاستنباط، والدلالة، ومعرفة العام والخاص والمطلق والمقيد، والناسخ والمنسوخ، وغيرها مما يخدم فهم النص واستخراج الحكم منه، لا أكثر.
وهذا آخر كلامنا في ذكر هذه الشروط.
وهذا أوان الشروع في بيان تلك الأحاديث التي لم يفْت بها الفقهاء.
وبيان درجتها من الصحة والضعف، وأن أقوال الفقهاء على خلافها - بعد ذكر شرطنا في هذا الكتاب -.
فبالله المستعان. وعليه التكلان.

الصفحة 103