كتاب الانتهاء لمعرفة الأحاديث التي لم يفت بها الفقهاء

9 - حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه. في المسح على الجوربين والنعلين.
وله طريق واحدة: عن عيسى بن يونس عن عيسى بن سنان عن الضحاك بن عبد الرحمن عن أبي موسى.
وقد أشار أبو داود لهذا الحديث ثم قال: وليس بالمتصل ولا بالقوي.
وفسر البيهقي قوله فقال: الضحاك بن عبد الرحمن لم يثبت سماعه من أبي موسى، فهو ليس بمتصل، وعيسى بن سنان ضعيف لا يحتج به.
ثم أسند البيهقي عن يحيى بن معين قال: عيسى بن سنان ضعيف.
قلت: وبهذا أعله العقيلي في الضعفاء.
وقد ناقش المباركفوري تضعيف حديث أبي موسى فقال: فإن قلت: قال الشيخ علاء الدين المارديني: إن التضعيف بعد ثبوت سماع عيسى بن سنان عن أبي موسى هو على مذهب من يشترط للاتصال ثبوت السماع.
قال: ثم هو معارض بما ذكره عبد الغني فإنه قال في الكمال: سمع الضحاك من أبي موسى، قال: وابن سنان وثقه ابن معين، وضعفه غيره، وقد أخرج الترمذي في الجنائز حديثاً في سنده عيسى بن سنان هذا وحسَّنه.
انتهى.
قال المباركفوري: إن ثبت سماع الضحاك من أبي موسى ترتفع العلة الأولى وتبقى الثانية، وهي كافية لضعف حديث أبي موسى المشهور.
وأما قول المارديني: " وابن سنان وثقه ابن معين وضعفه غيره " ففيه أن ابن معين أيضاً، ضعّفه.
قال الذهبي في الميزان: ضعفه أحمد وابن معين، وهو مما يكتب على لينه. .

الصفحة 169