كتاب الانتهاء لمعرفة الأحاديث التي لم يفت بها الفقهاء

وقال أبو داود: كأنه يضعّفه في غيره.
قلت: لا كأنه، فإنه فعل.
وقال مرة ثالثة: لا بأس به في المغازي.
قلت: وهذا نحو الثاني، فغالب رواية محمد بن إسحاق في المغازي.
وقال ابن المديني: ضعيف، وقال مرة: كتبت عنه وتركته.
وقال أبو زرعة: صدوق.
وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ويحتجّ به.
وقال النسائي: ضعيف، وقال مرة: ليس بالقوي.
وضعفه العقيلي، وابن حبان، وابن الجوزي.
وقد أوردت أن البخاري روى له، ووجب التنبيه أنه حديث واحد مقرون بغيره.
قلت: وملخص القول أنه صدوق في نفسه، لكن كثر غلطه فتجاسروا على القول بضعفه، وبرأه من الضعف من نظر لأحاديثه الجياد.
الخلاصة:
ومنتهى الفهم فيهما أن الأول حسن الحديث ما لم يخالف، والثاني ضعيف محتج به، لكن بقي النظر في بقية السند.
فأما محمد بن إسحاق فقد اختصر الحافظ في التقريب حاله بكلام غير شافٍ فقال: " صدوق يدلّس ورمي بالتشيع والقدر ".
وأتقن الخلاصة الذهبي فقال: " له ارتفاع بحسبه ولا سيما في السير،

الصفحة 435