كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 27)

ولابن عدي من حديث الحسن بن عمارة، عن أبيه، عن عبد الله بن أبي أوفى، يرفعه: "شارب الخمر كعابد اللات والعزى" قال: الذي يشربه ولا يستفيق منه؟ قال: لا، الذي يشربه كلما وجده ولو بعد حول (¬1).
ولأبي الليث من حديث شهر عن أسماء بنت يزيد مرفوعًا: "من شرب الخمر كان حقًا على الله أن يسقيه من طينة الخبال" (¬2).
قال أبو الليث: إنما شبهها بعبادة الأوثان؛ لأن الله تعالى سماها رجسًا وأمرنا باجتنابها فقال: {رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ} [المائدة: 90]، وقال: {فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ (¬3) مِنَ الْأَوْثَانِ} [الحج: 30]، وقد روي عن ابن مسعود: من شربها نهارًا أشرك بالله حتى يمسي، ومن شربها ليلاً أشرك به حتى يصبح، وإذا مات فانبشوا قبره فإن لم تجدوه مصروفًا عن القبلة فافعلوا ما أردتم (¬4).
فصل:
حديث أبي هريرة له طريق آخر من حديث عائشة، وفي آخره: "إياكم إياكم" (¬5) أخرجه ابن أبي عاصم بإسناد جيد.
¬__________
(¬1) رواه في "الكامل" 3/ 103 - 104 ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" 2/ 181 (1115) وقال: هذا حديث لا يصح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال شعبة: الحسن ابن عمارة كذاب يحدث بأحاديث قد وضعها وقال يحيى: هو كذاب. أهـ.
(¬2) رواه أبو الليث في "تنبيه الغافلين" ص 56، وأحمد في "المسند" 6/ 460 والطبراني 24/ 168 من طريق عبد الله بن عثمان بن خثيم عن شهر بن حوشب به مطولاً وقال الهيثمي في "المجمع" 5/ 69: وفيه شهر بن حوشب وهو ضعيف، وقد حسن حديثه وبقية رجال أحمد ثقات. وحسنه المنذري كما في "ضعيف الترغيب" (1425) وتعقبه الألباني ثم قال: منكر.
(¬3) سقطت من (س).
(¬4) "تنبيه الغافلين" ص 56.
(¬5) رواه أحمد 6/ 139.

الصفحة 19