كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 27)

قلت: لكن في "صحيح الحاكم" وقال: صحيح من حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة وإن دخل الجنة لبسه أهل الجنة ولم يلبسه هو" (¬1).
وأخرجه أيضًا ابن حبان في "صحيحه" (¬2)، وقبلهما أبو داود الطيالسي في "مسنده" (¬3)، والظاهر أن هذِه الزيادة: "وإن دخل الجنة" إلى آخره من بقية كلامه - صلى الله عليه وسلم -، ولئن كانت من كلام الراوي فكذلك؛ لأنه أعلم بالمقال، فيقوي الاحتمال (السابق) (¬4) وهو نسيانه له أو سلب شهوته.
فصل:
قد أسلفنا أن الإثم المراد بها هنا الخمر وهو أحد أسمائها، وحكاه الرازي قولًا بعد أن قال: الإثم هو الذنب والجرم، وقد حرم الله الإثم كما سلف، فإذا كان الإثم حرامًا فما حصل فيه الإثم فهو حرام، وسميت إثمًا لأنها سببت الإثم (¬5).
وأما أبو جعفر النحاس فقال في "ناسخه": وأما قول من قال: إن الخمر يقال لها: الإثم، فغير معروف من حديث ولا لغة (¬6).
¬__________
(¬1) "المستدرك" 4/ 191 وقال: حديث صحيح، وهذِه اللفظة تعلل الأحاديث المختصرة أن من لبسها لم يدخل الجنة. اهـ.
(¬2) "صحيح ابن حبان" 12/ 253 - 254 (5437).
(¬3) "مسند الطيالسي" 3/ 667 (2331) وقال الألباني في "ضعيف الترغيب والترهيب" (1251): منكر.
(¬4) من (غ).
(¬5) "التفسير الكبير" 6/ 44 بتصرف.
(¬6) "الناسخ والمنسوخ" 1/ 579.

الصفحة 29