كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 27)

فائدة:
ينعطف على ما مضى في لبس الحرير في "مسند عبد بن حميد" من حديث شريك، عن جابر، عن خالته أم عثمان، عن الطفيل ابن أخي جويرية، عن جويرية، قالت: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من لبس ثوبًا من حرير في الدنيا ألبسه الله ثوبًا من نار يوم القيامة" (¬1).
فصل:
[اختلف] (¬2) أهل اللغة في اشتقاق اسم الخمر على ألفاظ قريبة (المعاني) (¬3)، متداخلة كلها موجودة المعنى في الخمر إما لأنها تخمر العقل أي: تغطيه وتستره أو الدماغ، ومنه الخمار؛ لأنه يغطي الرأس، قال النحاس: وهو أصح ما فيه وأجله إسنادًا، قاله الفاروق على المنبر بحضرة الصحابة (¬4).
وفي "الأشربة" لأحمد عنه: ما خمرته وعتقته فهو خمر (¬5).
وفي لفظ: ما عتقت وخمرت فهي خمر، وإما لأنها صعد صفوها ورسب كدرها، (كما) (¬6) قاله سعيد بن المسيب (¬7)، وإما لأنها من المخامرة وهي المخالطة؛ لمخالطتها العقل، أو لأنها تركت حتى أدركت، يقال: خمر العجين إذا بلغ إدراكه.
¬__________
(¬1) "المنتخب" 3/ 255.
(¬2) زيادة يقتضيها السياق.
(¬3) من (غ).
(¬4) "الناسخ والمنسوخ" 1/ 594.
(¬5) "الأشربة" ص 69 (157).
(¬6) من (غ).
(¬7) أخرجه النسائي 8/ 334.

الصفحة 34