وقال الشافعي: لا يثبت بهذا حجة لانفراد حبيب به، ومنها أن نافعًا ليس بمشهور بالرواية (¬1).
قلت: بلى قد ذكره ابن عبد البر في "استيعابه" في جملة الصحابة، وقال: سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قاله.
وقيل: إن حديثه مرسل (¬2).
وفي كتاب ابن أبي حاتم يقال إنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسمعت أبي يقول: لا أعلم له صحبة (¬3) وذكره المديني في "معرفة الصحابة" وقال: ذكره ابن شاهين، قال أبو جعفر: ولو صح عن عمر لما كان فيه حجة؛ لأن اشتداده قد يكون من حموضته.
وقد اعترض بعضهم فقال: من أين لكم كان يمزجه كان يحمضه، إنما تقولونه ظنًا، والظن لا يغني من الحق شيئًا. فجوابه أن نافعًا مولى عبد الله قال: كان ذلك لتخلله، وقد روى عتبة بن فرقد قال: أتى عمر بِعُسّ من نبيذ قد كاد يكون خلًا. الحديث.
فزال الظن بالتوقيف ممن شاهد عمر وهو من روايتهم، ثم رووا حديثًا إن كانت فيه حجة فهي عليهم.
ثم رووا من حديث الأعمش عن إبراهيم، عن همام بن الحارث: أتي عمر بنبيذ فشرب منه فقطَّب، ثم قال: إنَّ نبيذ الطائف له عُرام ثم
¬__________
= المحدثين القدامى، منهم البخاري ويحيى بن سعيد القطان وغيرهما، وصححه آخرون لذاته ولم يصيبوا، ثم صححه آخرون بمتابعاته وشواهده وهذا أجود، وانظر: "سنن الترمذي" 1/ 133 بتحقيق العلامة الشيخ أحمد شاكر. و"صحيح أبي داود" (172).
(¬1) "الناسخ والمنسوخ" 1/ 609.
(¬2) "الاستيعاب" 4/ 54.
(¬3) "الجرح والتعديل" 8/ 451.