كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 27)

أما متابعة ابن طاوس عن أبيه فسلفت في الزكاة (¬1).
وقوله: (وأبو الزناد) خرجه مسلم (¬2) من طريق ابن عيينة عن [...] (¬3)، وحديث حنظلة أخرجه الإسماعيلي عن الفضل بن سهل، ثنا إسحاق الرازي، ثنا حنظلة به، ثم قال: كأن أبا عبد الله أورد الخبر، فيصير ما يوضع فيه الشيء في الصدر، وليس هو كذلك، وإنما الجيب الذي يحيط بالعنق. جُيِّبَ الثوب أي: جعل فيه ثقب، فإدخاله - صلى الله عليه وسلم - إصبعه في جيبه هو في هذا الموضع الذي وصف، إلا أنه وضع إصبعيه من الجيب حيث يلي الصدر.
وقال البخاري في الزكاة: وقال الليث: حدثني جعفر بن هرمز، سمعت أبا هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "جبتان". ووقع في نسخة أبي ذر: جعفر بن حيان، فخطأ وصوابه ابن ربيعة وهو شيخ الليث.
وقال ابن بطال: في هذا الحديث دلالة أن الجيب في ثياب السلف كان عند الصدر على ما (يصنع عندنا) (¬4) اليوم بالأندلس، ووجهه أنه - صلى الله عليه وسلم - شبه البخيل والمتصدق برجلين عليهما جبتان من حديد قد اضطرت أيديهما إلى ثديهما وتراقيهما، فتبسط على جسد المتصدق، وتشد على يدي البخيل إذا همّ بالصدقة، وتمسكهما في الموضع الذي
¬__________
(¬1) سلف برقم (1443) باب: مثل المتصدق والبخيل.
(¬2) مسلم برقم (1021) كتاب: الزكاة، باب: مثل المنفق والبخيل.
(¬3) بياض بالأصل بمقدار كلمتين، وكتب الناسخ فوقه: (كذا). ثم رأيت في هامش الأصل ما نصه: حاشية: خرجه مسلم في الزكاة عن عمرو الناقد، والنسائي فيها عن محمد بن منصور الجواز؛ كلاهما عن سفيان بن عيينة، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة. [قلت: سلف قريبًا تخريجه عند مسلم، أما النسائي فرواه في "المجتبى" 5/ 70].
(¬4) كذا بالأصل وفي "شرح بن بطال" (على ما تضعه النساء).

الصفحة 604