كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 27)

ولا يتزرون، فقال - عليه السلام -: "تسرولوا واتزروا وخالفوا أهل الكتاب" (¬1) وصح أنه - صلى الله عليه وسلم - اشتراه.
والظاهر أنه كان قبل الهجرة ولم يبلغنا أنه تسرول بالمدينة.
وفي "صحيح ابن حبان" من حديث سويد بن قيس قال: جلبت أنا ومخرمة العبد بُرًّا من هجر، فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (فساومنا) (¬2) بسراويل وعنده وزان يزن بالأجر، فقال - صلى الله عليه وسلم -، "زن وأرجح".
قال ابن حبان: وأراد به من ماله فيقع ثمن السراويل راجحًا (¬3). وأخرجه أحمد أيضًا من حديث مالك بن عمير الأسدي قال: قدمت قبل أن يهاجر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاشترى منى سراويل فأرجح لي (¬4).
وفي "الطبراني الكبير" من حديث أبي هريرة في شرائه - صلى الله عليه وسلم -وقال: "زن وأرجح"، قلت: يا رسول الله، وإنك لتلبس السراويل؟ قال: "نعم، في السفر والحضر والليل والنهار، فإني أمرت بالستر، فلم أجد شيئًا أستر منه" (¬5)، ثم قال: تفرد به الأفريقي (¬6).
¬__________
(¬1) أحمد 5/ 264، وحسنه الألباني في "جلباب المرأة المسلمة" ص 184.
(¬2) في الأصل: فسامنا، والمثبت من "صحيح ابن حبان".
(¬3) ابن حبان 11/ 547 (5147).
(¬4) أحمد 6/ 29.
(¬5) رواه الطبراني في "الأوسط" 6/ 349، وقال الهيثمي في "المجمع" 5/ 122: فيه يوسف بن زياد البصري، وهو ضعيف.
(¬6) هو عبد الرحمن بن زياد بن أنعم بن منبه الشعباني أبو أيوب، ويقال: أبو خالد الأفريقي، قاضيها.
قال علي بن المديني: سألت يحيى بن سعيد عنه؛ فقال: سألت هشام بن عروة عنه فقال: دعنا منه؟ حديثه حديث مشرقي.
وقال أبو طالب، عن الإمام أحمد بن حنبل: ليس به شيء. وقال عبد الرحمن بن =

الصفحة 619