كتاب تاريخ دمشق لابن عساكر (اسم الجزء: 28)

هو انصرف عن عدو قمت مقامه فكتب له فجاشت جماعة من طخارستان فشاور قيس بن الهيثم فأشار عليه ابن خازم أن يتصرف حتى يجتمع إليه أطرافه فانصرف فلما سار مرحلة أو ثنتين (1) أخرج ابن خازم عهده وقام بأمر الناس ولقي العدو فهزمهم وبلغ الخبر المصرين (2) والشام فغضبت القيسية وقال خدع قيس (3) وابن عامر فأكثروا في ذلك حتى شكي إلى معاوية فبعث إليه فقدم به فاعتذر مما قيل فيه فقال له معاوية قم فاعتذر إلى الناس غدا فرجع ابن خازم إلى أصحابه فقال إني قد أمرت بالخطبة ولست بصاحب كلام فاجلسوا حول المنبر فإذا تكلمت فصدقوني فقام الغد فحمد الله ثم قال إنما يتكلف الخطبة إمام لا يجد منها بدا أو أحمق يهمر (4) من رأسه لا يبالي ما خرج منه ولست بواحد منهما وقد علم من عرفني أني بصير بالفرص وثاب عليها وقاف عند المهالك أنفذ بالسرية وأقسم بالسوية أنشدكم بالله من كان يعرف ذلك مني لما صدقني فقال أصحابه حول المنبر صدقت فقال يا أمير المؤمنين إنك فيمن نشدت فقل بما تعلم فقال صدقت أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنا محمد بن محمد بن أحمد بن المسلمة أنا علي بن أحمد بن عمر بن حفص أنا محمد بن أحمد بن الحسن بن الصواف نا الحسن بن علي القطان نا إسماعيل بن عيسى أنا إسحاق بن بشر قال وانصرف عبد الله بن عامر بن كريز إلى البصرة واستعمل على خراسان قيس بن الهيثم السلمي وكان أحد أخواله أم عبد الله دحاجة ابنة أسماء بن الصلت السلمية وقد كان أراد أن يستعمل عبد الله بن خازم السلمي على خراسان وهو أحد أخواله فقال عبد الله اكتب لي عهدا إن قيس بن الهيثم مات أو سار من خراسان فأنا أميرها فكتب له عهدا فأسره حتى لقي قيس بن الهيثم وكان ابن عمه وكانت أم عبد الله يقال لها عجلى فلما أتى قيس بن الهيثم وحده وقد نزل به العدو فقال له عبد الله نفسك نفسك أنت متهيب للعدو ولا تدري يأتيك مدد أم لا قال فما الرأي قال أن تسير إلى أميرك وتدع ما ها هنا فسار قيس إلى البصرة فلما أمعن وعلم أنه قد
_________
(1) في م: " اثنتين " وفي الطبري: أو مرحتلين
(2) عن الطبري وبالأصل وم: المصريين
(3) كذا بالأصل وم والمطبوعة وفي الطبري: خدع قيسا
(4) يقال: همر الكلام يهمره: أكثر فيه

الصفحة 11