كتاب البدعة ضوابطها وأثرها السيء في الأمة
كررها ثلاثا-".وقد قال أهل السنة والجماعة بما تضمنته هذه النصوص من أن مرتكب الكبيرة تحت مشيئة الله، إن شاء عفا عنه، وإن شاء عاقبه بقدر ذنبه، ومآله إلى الجنة.
وغيرهم من دعاة البدع الحاملين للوائها كبشر ومن تبعه في السابق يخالفونهم.
وكأصحاب البدع المعاصرين، ممن ولد وعاش في هذه البلاد، ودرس مناهجها في جميع مراحل الدراسة، ثم تجده بعد ذلك يتمسك بما عاش عليه الأباء والأجداد من البدع والخرافات المخالفة للكتاب ولسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسنة خلفائه الراشدين المهديين.
ومن بدعهم المشهورة المعاصرة إقامة الموالد؛ التي يستجلبون بها قلوب الناس أصحاب العواطف الطيبة التي يجب على الداعية أن يوجه تلك القلوب إلى العمل بالسنة ومتابعة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وطاعته في أمره ونهيه، وكذلك متابعة خلفائه الراشدين؛ لأن عملهم سنة، ولكنهم عدلوا عن ذلك بدعواهم محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم والتعبير عن تلك المحبة بإقامة المولد.
ومعلوم أن محبته صلى الله عليه وسلم فرض على كل مسلم، وأنه لايتم إيمان المسلم حتى يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم، أحب إليه من نفسه وولده ووالده والناس أجمعين، كما في صحيح البخاري1.
ولكن ما هي محبة رسول صلى الله عليه وسلم؟.
إنها بتعبير شامل طاعته فيما أمر، واجتناب مانهى عنه وزجر.
فهل المولد الذي يقيمه هؤلاء الناس طاعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم أو مخالفة لنهيه وزجره؟.
إن إقامة المولد مشاقة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومخالفة صريحة لنهيه، فهو يقول في الحديث المتفق عليه: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد"، ويقول في الحديث الصحيح: "كل محدثة بدعة"، فهذا المولد محدث، لم يعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا خلفاؤه الراشدون الأربعة،
__________
1 البخاري، الإيمان، فتح الباري 1/58 ح14.
الصفحة 20
47