كتاب البدعة ضوابطها وأثرها السيء في الأمة

القسم الثاني وهو: تقسيم البدعة إلى:
1 عملية 2 اعتقادية 3 قولية.
فالبدعة في العمل: تكون في العمل الظاهر، كصلاة تخالف ما ورد عن النبى صلى الله عليه وسلم، ونحو ذلك من الأعمال التي سبق ذكرها، فكلها داخلة تحت قوله صلى الله عليه وسلم: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو ردّ".
والبدعة في الاعتقاد: إذا كان اعتقادًا للشيء على خلاف ما جاء به النبى صلى الله عليه وسلم كبدعة الخوارج في اعتقادهم تكفير العصاة من المسلمين، بل بأهوائهم اعتقدوا كفر عدد من الصحابة، وكالمجسمة والمشبهة الذين شبهوا الله بخلقه، تعالى الله عن ذلك علوًّا كبيرًا.
والبدعة القولية: إذا كانت تغييراً لما جاء في كتاب الله عز وجل, ولما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم, كأقوال المبتدعة من الفرق المشهورة، مما هو ظاهر المخالفة للكتاب والسنة، وظاهر الفساد والقبح، كأقوال الرافضة، والخوارج، والجهمية، والمعتزلة، والأشعرية، وجميع الفرق المؤوِّلة، التي وضعت لنفسها مناهج مخالفة لمنهج الطائفة الناجية المنصورة، الظاهرة على الحق إلى قيام الساعة، كما وصفها رسول الله صلى الله عليه وسلم, كما جاء في حديث أبي هريرة الذي أخرجه أبوداود والترمذي وابن ماجة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن اليهود افترقت على إحدى وسبعين فرقة، والنصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وأن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلاواحدة"، فلما سئل عنها قال: "هي من كان على ما أنا عليه وأصحابي" 1، وفي رواية البخاري، من حديث المغيرة بن شعبة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لاتزال طائفة من أمتي ظاهرين حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون" 2، وفى رواية من حديث معاوية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من يرد الله به خيراً يفقهه
__________
1 الترمذي، الإيمان، تحفة الأحوذي 7/2779، قال حديث حسن، د/السنة، 5/3 ح 4596.
2 البخاري، الاعتصام، فتح الباري 13/293 ح 7311.

الصفحة 25