كتاب البدعة ضوابطها وأثرها السيء في الأمة
الشهادة، وترك تخليصهم من أيدي العدو بحيث كان كثير من أولي الأمر إذ ذاك من الجهمية من الولاة والقضاة وغيرهم يكفرون كل من لم يكن جهميا موافقا لهم على نفي الصفات مثل القول بخلق القرآن، ويحكمون فيه بحكمهم في الكافر، فلا يُوَلُّونَه ولاية، ولا يفتكونه من عدو، ولا يعطونه شيئا من بيت المال، ولا يقبلون له شهادة ولا فتيا ولا رواية، ويمتحنون الناس عند الولاية والشهادة، والافتكاك من الأسر وغير ذلك، فمن أقر بخلق القرآن حكموا له بالإيمان، ومن لم يقر به لم يحكموا له بحكم أهل الأيمان. ومن كان داعيا لغير التجهم قتلوه أو ضربوه أو حبسوه".
هذه معاملة هذه الفرق لأهل السنة والجماعة للطائفة المتبعة لما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، كما ذكر ابن تيمية.
فالمعاداة والموالاة على تلك المناهج والعقائد الباطلة.
وحيث إن كثيرًا من الكتاب المعاصرين ومن المشتغلين بالدعوة وجمع كلمة المسلمين، الذين يظنون أن البحث والتوجيه للشباب إلى الاهتمام بالأصول التي هي الأساس لبناء المجتمع كما سلك المصطفى صلى الله عليه وسلم في إصلاح قلوب الناس، يقولون: إن الباحثين في مسائل العقيدة ينبشون ما تحت التراب، بمعنى: أن الحديث عن الفرق حسب زعمهم بحثٌ في أمور انقرضت، وما يعلمون أن الذي انقرض هو الأشخاص، وأما الأفكار والمناهج والعقائد فلا زالت منتشرة، من أجل ذلك فإننا نعقد موازنة بين المناهج السابقة، والمناهج المعاصرة.
الصفحة 30
47