كتاب المنهج المقترح لفهم المصطلح
(¬1) . إلا أنه لا ئح أيضاً أن تأثرهبأصول الفقه ليس بليغاً، فالخطيب البغدادي المجدتهد في علم الحديث، ما أصدقه أن يكون مقلداً في أصول الفقه.
لذلك فإن أثر أصول الفقه على الخطيب البغدادي اقتصر على نافذتها المباشرة: بما درسته كتب الأصول من مباحث علوم السنة.
أقول ذلك، لأن (الكفاية) بعيدة كل البعد عن التأثر بصناعة المعرفات المنطقية مثلاً. فالمصطلاحات التي يشرحها الخطيب، يشرحها دون أن يلتزم بقواعد تلك الصناعات (¬2) .
أما تأثره بما درسته كتب أصول الفقه من مباحث في علوم السنة، فيظهر من الآتي:
أولاً: إدخاله لمباحث أصولية غير معروفة في علوم الحديث قبله: مثل تقسيمه الحديث إلى متواتر وآحاد (¬3) (وهذا سبق ذكره بتوسع) (¬4) ، وما تبع ذلك من حكم خبر الواحد، الواحد، وأنه مفيد للضن الموجب للعمل، وأنه لا يحتج به في العقائد (¬5) ، وما يصح فيه التعارض من الأخبار وما لا يصح (¬6) .
ثانياً: نقله وبثه لأقوال بعض الأصوليين، مثل: أبي بكر الباقلاني (¬7)
¬_________
(¬1) انظر مثلاً ك الفقيه والمتفقه (1/54-55) (1/67) (1/70) مع موازنته بشرح اللمع (رقم 161، 66، 235) .
(¬2) انظر الكفاية: باب معرفة ما يستعمل أصحاب الحديث من العبارات (ص 37- 39) .
(¬3) الكفاية (ص 32- 33) .
(¬4) انظر (ص 91- 94) .
(¬5) الكفاية (34، 41- 42، 472) .
(¬6) الكفاية (473- 478) .
(¬7) الكفاية (41- 42، 102- 104، 118، 122، 135، 169، 184، 318، 333، 386، 413، 473) .
الصفحة 193
310