كتاب المنهج المقترح لفهم المصطلح
بعين الفقيه المتعمق في الفهم والاستنباط، ويزن عباراتها بميزان الأصول الضابط للحدود والتعاريف، وحسبك به فقيهاً، وأصولياً محققاً)) (¬1) .
وبعض النظر عن صحة هذه العبارة، القائلة إن: ابن الصلاح ضبط حدود المصطلحات وتعريفاتها بميزان الأصول، غلا أن هذا الميزان ـ في الحقيقة ـ هو الذي منه نفر (¬2) !! وإن كنت أوافق أن بعض ذلك قد وقع من ابن الصلاح، غلا أنه أقل ممن جاء بعده في ذلك!
لكن لما كان كتاب ابن الصلاح إماماً وقدوةً لمن بعده، وسن كتابه هذا المهج، وعمق أثر الأصول فيه، تدافع القوم على الاستنان بمنهجه، والاقتداء بطريقته!!
وأدلة ذلك تظهر من نواحي عدة:
من كثرة نقوله عن الأصوليين (¬3) .
ومن دمجه لآراء المحدثين والفقهاء والأصوليين (¬4) .
ومن نقله مع رأي المحدثين الرأي المخالف له للفقهاء والأصوليين، دون ترجيح، ومع وضعه لكلا الرأيين في ميزان واحد (¬5) .
بل ربما مال إلى ترجيح رأي الأصوليين على رأي المحدثين!
¬_________
(¬1) مقدمة تحقيق نور الدين عتر لعلوم الحديث لابن الصلاح (18) .
(¬2) انظر (ص 164ـ 165) .
(¬3) انظر مثلاً في علوم الحديث (ص 56، 85، 141، 143، 151، 152، 154، 155، 168، 173- 174، 180- 181) .
(¬4) انظر علوم الحديث (143، 173- 174) .
(¬5) انظر علوم الحديث (168) .
الصفحة 214
310