كتاب المنهج المقترح لفهم المصطلح
فإذا مضينا مع (النزهة) ، نقف عند أنواع الطعن في الراوي، ومسمى حديث من طعن فيه بأحدها (¬1) ؛ لتلمح (التطوير) والتحكم في ذلك من النظرة الأولى! فإذا فحصت عن ذلك ظهر لك تأكيد تلك الملامح!!
فإذا عجلت المضي في (النزهة) ، يستوقفك قول الحافظ: ((فإن كان ذلك (يعني التغيير) بالنسبة إلى النقط: فـ (المصحف، وإن كان بالنسبة إلى الشكل (¬2) : فـ (المحرف) ..)) (¬3) .
وهذا التفريق تفريق حادث، واصطلاح خاص بالحافظ، لم يسبقه إليه أحد!!
وقد أشار بعض شراح (النزهة)
إلى أن هذا التفريق اصطلاح للحافظ دون غيره (¬4) .
وقال الإمام العلامة المحدث أحمد بن محمد شاكر بن
¬_________
(¬1) انظر نزهة النظر (122- 123) .
(¬2) المراد بالشكل: الضبط بالحركات والسكنات، كسليم وسليم، وما كنت أحسب أحداً يفهمه على خلاف ذلك، حتى قيل لي مرة: إن مراد الحافظ بـ (الشكل) هيئة الكلمة وصورتها!
فقلت: فلا فرق إذن بين (المصحف) و (المحرف) ، لأن (بريداً ويزيداً) و (بشيراً ويسيراً ونسيراً) مع أن التغيير فيها وقع في النقط، فقد تناول هيئة الكلمة وصورتها أيضاً. ولا يتصور تغيير النقط، إلا بتغيير صورة الكلمة أيضاً.
وعلى كل حال، فقد اتفقت كلمة شراح (النزهة) على فهم كلام الحافظ ومراده بـ (الشكل) على ما ذكرته.
فانظر قفو الأثر لابن الحنبلي ـ وحاشية تحقيقه ـ (77) ، وشرح شرح نخبة الفكر لملا علي القاري (490) ، وبلغة الأريب للزبيدي (195) ، واليواقيت والدرر للمناوي (2/431) ، ولقط الدرر للسمين (95) .
(¬3) النزهة (128) .
(¬4) انظر إمعان النظر للنصربوري (163) ، وبهجة النظر لأبي الحسن الصغير السندي (164) ، ولقط الدرر للسمين (96) .
الصفحة 239
310