كتاب وصايا العلماء عند حضور الموت لابن زبر الربعي
§وَصِيَّةُ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ
حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْأَعْرَابِيُّ , نا أَبُو أُسَامَةَ الْحَلَبِيُّ، نا حَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ قَالَ: نا مُفَضَّلُ بْنُ مُهَلْهَلٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ، قَدْ حَدَّثَنِي وَصِيُّ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: لَمَّا حَضَرَ إِبْرَاهِيمَ الْمَوْتُ بَكَى , فَقُلْتُ: مَا يُبْكِيكَ يَا أَبَا عِمْرَانَ؟ قَالَ: §" مَا لِي لَا أَبْكِي وَأَنَا أَنْتَظِرُ رُسُلَ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ لَا أَدْرِي: يُبَشِّرُونَنِي بِجَنَّةٍ أَمْ بِنَارٍ؟ "
§وَصِيَّةُ أُمٍّ لِابْنِهَا
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، نا مُوسَى بْنُ هَارُونَ الْحَمَّالُ، نا أَبِي سَيَّارٌ , نا جَعْفَرٌ قَالَ: سَمِعْتُ ثَابِتًا يَعْنِي الْبُنَانِيَّ - قَالَ: " كَانَ §-[109]- شَابٌّ بِهِ رَهَقٌ , وَكَانَتْ أُمُّهُ تَعِظُهُ وَتَقُولُ: يَا بُنَيَّ إِنَّ لَكَ يَوْمًا فَاذْكُرْ يَوْمَكَ , يَا بُنَيَّ , إِنَّ لَكَ يَوْمًا فَاذْكُرْ يَوْمَكَ. قَالَ: فَلَمَّا نَزَلَ بِهِ أَمْرُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَكَبَّتْ أُمُّهُ عَلَيْهِ , فَجَعَلَتْ تَقُولُ: يَا بُنَيَّ قَدْ كُنْتُ أُذَكِّرُكَ مَصْرَعَكَ هَذَا , وَأَقُولُ لَكَ: إِنَّ لَكَ يَوْمًا فَاذْكُرْ يَوْمَكَ , فَقَالَ: يَا أُمَّهْ , إِنَّ لِي رَبًّا كَثِيرَ الْمَعْرُوفِ , وَإِنِّي لَأَرْجُو أَلَّا يَعْدِمَنِي الْيَوْمَ بَعْضَ مَعْرُوفِ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ , أَنْ يَغْفِرَ لِي. قَالَ: فَيَقُولُ ثَابِتٌ: يَرْحَمُهُ اللَّهُ حَسُنَ ظَنُّهُ بِاللَّهِ فِي حَالِهِ تِلْكَ "
الصفحة 108