كتاب وصايا العلماء عند حضور الموت لابن زبر الربعي
أَخْبَرَنَا أَبِي قَالَ: نا أَبُو قِلَابَةَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّقَاشِيُّ قَالَ: نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: نا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي هَارُونُ الْمَدَنِيُّ قَالَ: لَمَّا حُضِرَ حُذَيْفَةُ قَالَ: §«غُطَّ يَا مَوْتُ غَطَّكَ , وَشُدَّ يَا مَوْتُ شَدَّكَ , أَبَى قَلْبِي إِلَّا حُبَّكَ , جَاءَ رَخَاءُ الْعَيْشِ بَعْدَكَ , حَبِيبٌ جَاءَ عَلَى فَاقَةٍ , لَا أَفْلَحَ مَنْ نَدِمَ، أَلَيْسَ وَرَائِي مَا أَعْلَمُ , الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي سَبَقَ بِيَ الْفِتْنَةَ , قَادَتَهَا وَعُلُوجَهَا»
§وَصِيَّةُ أَبِي بَكْرَةَ نُفَيْعٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
حَدَّثَنَا أَبِي: نا مُسْلِمُ بْنُ عِيسَى قَالَ: نا الْجَارُودُ بْنُ يَزِيدَ -[55]-: نا الْحَسَنُ بْنُ دِينَارٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: لَمَّا حَضَرَتْ أَبَا بَكْرَةَ الْوَفَاةُ قَالَ: «اكْتُبُوا وَصِيَّتِي» , فَكَتَبَ الْكَاتِبُ: هَذَا مَا أَوْصَى بِهِ أَبُو بَكْرَةَ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ أَبُو بَكْرَةَ: أَكْتَنِي عِنْدَ الْمَوْتِ؟ امْحُ هَذَا وَاكْتُبْ: §«هَذَا مَا أَوْصَى بِهِ نُفَيْعٌ الْحَبَشِيُّ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَهُوَ يَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ رَبُّهُ , وَأَنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَبِيُّهُ , وَأَنَّ الْإِسْلَامَ دِينُهُ , وَأَنَّ الْكَعْبَةَ قِبْلَتُهُ , وَأَنَّهُ يَرْجُو مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَا يَرْجُوهُ الْمُعْتَرِفُونَ بِتَوْحِيدِهِ , الْمُقِرُّونَ بِرُبُوبِيَّتِهِ , الْمُوقِنُونَ بِوَعْدِهِ وَوَعِيدِهِ , الْخَائِفُونَ مِنْ عَذَابَهِ , الْمُشْفِقُونَ مِنْ عِقَابِهِ , الْمَؤَمِّلُونَ لِرَحْمَتِهِ , إِنَّهُ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ»
الصفحة 54
146