كتاب وصايا العلماء عند حضور الموت لابن زبر الربعي
§وَصِيَّةُ أَبِي مُوسَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ الْأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
أَخْبَرَنَا أَبِي قَالَ: نا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، نا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ عِيسَى بْنِ سِنَانٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: لَمَّا حَضَرَتْ أَبَا مُوسَى الْوَفَاةُ دَعَا فِتْيَانَهُ , فَقَالَ: §" اذْهَبُوا فَاحْفِرُوا لِي وَأَعْمِقُوا؛ فَإِنَّهُ كَانَ يُسْتَحَبُّ الْعُمْقُ قَالَ: فَجَاءَ الْحَفَرَةُ فَقَالُوا: قَدْ حَفَرْنَا فَقَالَ: اجْلِسُوا بِي , -[62]- فَوَالذي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهَا لِإِحْدَى الْمَنْزِلَتَيْنِ , إِمَّا لَيُوَسَّعَنَّ قَبْرِي حَتَّى تَكُونَ كُلُّ زَاوِيَةٍ أَرْبَعِينَ ذِرَاعًا , وَلَيُفْتَحَنَّ لِي بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ فَلَأَنْظُرَنَّ إِلَى مَنْزِلِي فِيهَا وَإِلَى أَزْوَاجِي , وَمَا أَعَدَّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِي فِيهَا مِنَ النَّعِيمِ , ثُمَّ لَأَنَا أَهْدَى إِلَى مَنْزِلِي فِي الْجَنَّةِ مِنِّي الْيَوْمَ إِلَى أَهْلِي , وَلَيُصِيبَنِّي مِنْ رَوْحِهَا وَرَيْحَانِهَا حَتَّى أُبْعَثَ , وَإِنْ كَانَتِ الْأُخْرَى فَلَيُضَيَّقَنَّ عَلَيَّ قَبْرِي حَتَّى تَخْتَلِفَ فِيهِ أَضْلَاعِي , حَتَّى يَكُونَ أَضْيَقَ مِنْ كَذَا وَكَذَا , وَلَيُفْتَحَنَّ لِي بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ جَهَنَّمَ , فَلَأَنْظُرَنَّ إِلَى مَقْعَدِي , وَإِلَى مَا أَعَدَّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِي فِيهَا مِنَ السَّلَاسِلِ وَالْأَغْلَالِ وَالْقُرَنَاءِ , ثُمَّ لَأَنَا إِلَى مَقْعَدِي مِنْ جَهَنَّمَ لَأَهْدَى مِنِّي الْيَوْمَ إِلَى مَنْزِلِي , ثُمَّ لَيُصِيبَنِّي مِنْ سَمُومِهَا وَحَمِيمِهَا حَتَّى أُبْعَثَ "
الصفحة 61
146