كتاب وصايا العلماء عند حضور الموت لابن زبر الربعي

الْوَدَاعِ , قَالَ: ثُمَّ مَكَثْتُ بَعْدَ ذَلِكَ مَلِيًّا ثُمَّ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ , اكْسُنِي هَذَا الْإِزَارَ الَّذِي عَلَيْكَ , قَالَ: «إِذَا ذَهَبْتُ إِلَى الْبَيْتِ أَرْسَلْتُ بِهِ إِلَيْكَ يَا مُعَاوِيَةُ» , قَالَ: ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْسَلَ بِهِ إِلَيَّ , ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَا بِالْحَجَّامِ , فَأَخَذَ مِنْ شَعْرِهِ وَلِحْيَتِهِ , قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ , هَبْ لِي هَذَا الشَّعْرَ , قَالَ: «خُذْهُ يَا مُعَاوِيَةُ» , فَهُوَ مَصْرُورٌ فِي طَرَفِ الرِّدَاءِ , فَإِذَا أَنَا مِتُّ فَكَفِّنُونِي فِي قَمِيصِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَدْرِجُونِي فِي رِدَائِهِ , وَأَزِّرُونِي بِإِزَارِهِ , وَخُذُوا مِنْ شَعْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاحْشُوا بِهِ شَدَقِي وَمِنْخَرَيَّ , وَذُرُّوا سَائِرَهُ عَلَى صَدْرِي , وَخَلُّوا بَيْنِي وَبَيْنَ رَحْمَةِ رَبِّي أَرْحَمِ الرَّاحِمِينَ "
§وَصِيَّةُ أَبِي عَطِيَّةَ رَحِمَهُ اللَّهُ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الْكُدَيْمِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سِنَانٍ، نا ابْنُ الْمُبَارَكِ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، نا حَمَّادُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَطِيَّةَ الْمَذْبُوحُ قَالَ: لَمَّا حَضَرَ أَبَا عَطِيَّةَ الْمَوْتُ بَكَى وَجَزِعَ مِنْهُ , فَقَالُوا:
-[86]-

6 - أَتَجْزَعُ؟ فَقَالَ: §«وَمَا لِي لَا أَجْزَعُ , وَإِنَّمَا هِيَ سَاعَةٌ , ثُمَّ لَا أَدْرِي أَيْنَ يُسْلَكُ بِي؟»

الصفحة 85