كتاب الدين العالمي ومنهج الدعوة إليه

كله أو معظم ما فيه، وليس مجاله هنا فحسبنا من ذلك إشارات خفيفة لبعض ما جاء فى الإسلام من هذه المبادئ لنبرهن به على عالميته الأصيلة الذاتية.
(1) إن عالمية الدين، كما قدمنا، تكون إذا كانت شريعته موضوعة لصالح الإنسان من حيث هو إنسان، ومعنى هذا أن تكون شريعة الفطرة التى فطر الله الناس عليها، وقد قال الله تعالى فى شأن الإسلام: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} (¬1).
وقال - صلى الله عليه وسلم -: "ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء -تامة الخلق- هل تحسون فيها من جدعاء؟ -مقطوعة الأذن أو الأنف أو ناقصة الخلق -ثم- يقول أبو هريرة راوي الحديث: "فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله، ذلك الدين القيم" (¬2).
وقال أيضًا "يقول الله: إني خلقت عبادي حنفاء،
¬__________
(¬1) سورة الروم: 30.
(¬2) رواه البخارى.

الصفحة 28