كتاب الدين العالمي ومنهج الدعوة إليه

سبحانه: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ} (¬1)، وقال {وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ (20) وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ} (¬2).
وبناء على احترام حكم العقل لا توجد حقيقة دينية مخالفة لحقيقة عقلية، ولا يوجد نص فى القرآن والسنة يتعارض فى حقيقته مع حكم العقل، وإن كان هناك تعارض فهو فى ظاهر النص، ويجب أن يفهم على ضوء العقل، ويؤول بما يوافقه.
وفى احترام الإسلام للعلم لا نرى دينا من الأديان يدانيه فى هذا المقام، والنصوص على ذلك أشهر من أن تذكر {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} (¬3)، {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} (¬4)، {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} (¬5).
(جـ) وفى مجال الحريات جعلها الإسلام عنوانا لتكريم الإنسان الذى قال الله فيه: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا
¬__________
(¬1) سورة آل عمران 190
(¬2) سورة الذاريات: 20، 21
(¬3) سورة الزمر: 9
(¬4) سورة فاطر: 28
(¬5) سورة المجادلة: 11

الصفحة 32