كتاب الدين العالمي ومنهج الدعوة إليه

الكلم، ألفاظا محدودة تعمل معانى واسعة، لأنها مركزة تركيزا يدل على حكمة واضعها، وعلى الغرض الذى من أجله صيغت بهذا الشكل لتكون صالحة لكل زمان تجد فيه حوادث ومشاكل، ولكل بيئة لها ظروفها وعرفها الذى يناسبه نوع خاص من فروع التشريع.
ومن أمثل هذه القواعد الكلية: الضرورات تبيح المحظورات، والتكليف بما يستطاع.
(و) والمساواة فى الإسلام أصل مقرر، ليس أدل عليها من قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} (¬1). وفى حجة الوداع قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "الناس لآدم، وآدم من تراب، لا فضل لعربى على عجمى، ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى"
(ز) وفى العدل آيات كثيرة فى القرآن، منها قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ} (¬2)، وقوله: {اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} (¬3)، وقوله: {كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ
¬__________
(¬1) سورة الحجرات: 13
(¬2) سورة النحل: 60
(¬3) سورة المائدة: 8

الصفحة 35