كتاب المسجد النبوي عبر التاريخ

فقد أراد رضى الله عنه - أن يحسن في المسجد على قدر الدنيا، ليحسن الله له بيته في الجنة على قدر الآخرة، فهو إذن متأول، وهو معذور، فلا داعى للكلام والنقد ولا معنى للمعارضة قبل التأكد من الدوافع التى دعت إلى الفعل، ولهذا لما أكثر المسلمون الكلام رد عليهم بقوله: (إنكم أكثرتم وإنى سمعت النبى - صلى الله عليه وسلم - يقول: من بنى مسجدا ... الحديث).
مساحة الزيادة في عهد عثمان
... لقد زاد عثمان في المسجد من جهاته الثلاث - الجنوب والشمال والغرب - قال ابن النجار: (وزاد من القبلة - الجنوب - إلى موضع الجدار اليوم، وزاد فيه من الغرب اسطوانا بعد المربعة، وزاد فيه من الشام - الشمال - 50 ذراعا) (1).
... وعن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمى عن أبيه قال: (زاد عثمان في المسجد قبل أن يقتل بأربعة أعوام، فزاد من القبلة، فوضع جداره على حد المقصورة اليوم، وزاد فيه من الغرب اسطوانا بعد المربعة، وزاد فيه من الشام خمسين ذراعا، ولم يزد من الشرق شيئا) (2).
... ويقول الشيخ عبد القدوس الأنصارى: (زيادة أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضى الله عنه - 496 مترا مربعا) (3).
... ثم يقول الاستاذ على حافظ: (زاد فيه عثمان بن عفان في جهة القبلة قدر اسطوانة وفى جهة الغرب قدر اسطوانة أيضا، وفى جهة الشمال نحو عشرة أذرع، ووهم من قال إنه زاد في الشمال خمسين ذراعا ... ثم قال: وقدر مكتب توسعة المسجد النبوى السعودية زيادة عثمان بـ 496 مترا مربعا) (4).
... وفى رواية ليحيى عن عبد الله بن عطية بن عبدالله بن أنيس قال: (بنى عثمان المسجد بالحجارة المنقوشة والقصة، وجعل عمده حجارة منقوشة، وبها عمد الحديد فيها الرصاص، وسقفه ساجا، وجعل طوله ستين ومائة ذراع، وعرضه
__________
(1) أخبار مدينة الرسول ص 97.
(2) وفاء الوفا الجزء الثاني ص 505.
(3) آثار المدينة المنورة ص 110.
(4) فصول من تاريخ المدينة ص 69.

الصفحة 101