زاده عثمان في المسجد كله من جهاته الثلاث تقريبا وعلى هذا يكون هذا القول مردودا كما قدمناه وأما من قال إنها عشرون ذراعا فقوله مردود أيضا، وذلك لأنها ستقدر حينئذ بستمائة متر مربع وهى أيضا أكبر بكثير من المساحة التى زادها عثمان - رضى الله عنه في المسجد من جهاته الثلاث.
... وعلى هذا يكون قول القائلين بأنها عشرة أذرع هو أقرب الأقوال إلى الصواب وإن لم يكن عين الصواب.
... ولكى نوفق بين تقدير المكتب الفنى للتوسعة السعودية وبين أقرب الأقوال إلى الصواب نقول: سبق في زيادة عمر - رضى الله عنه - أننا حققنا أن طول المسجد بلغ 79 مترا، وأن عرضه 63 مترا، ولجأنا إلى ذلك لنوفق بين مساحة الزيادة التى قدرها المكتب الفنى للتوسعة السعودية، وبين واقع المساحة الموجودة فعلا وحيث ثبت ذلك فإن زيادة عثمان تكون أولا: من جهة الجنوب متران في عرض المسجد 63 مترا = 63 × 2 = 126 م2.
... وثانيا: تكون مساحة الزيادة من جهة الغرب مترين في 84.5 طول المسجد وذلك بعد ملاحظة زيادة مترين في الجنوب وثلاثة ونصف في الشمال = 84.5 × 2 = 169 م2 ويكون مجموع مساحة الزيادة في الجهات الثلاث = 126 + 220.5 + 169 = 515.5 م2 ويلاحظ أن هذه المساحة لا تزيد عن المساحة التى قدرها المكتب الفنى سوى 19.5 م2 وهى زيادة طفيفة بالنسبة لمجموع الزيادة.
... وتكون مساحة المسجد بعد هذه الزيادة هى 65 مترا عرض المسجد في 84.5 مترا طول المسجد = 5492.5 م2.
... وباعتبار الذراع نصف متر يكون طول المسجد 169 ذراعا، وعرضه 130 ذراعا وهذه الذرعة أقرب للذرعة التى ارتضاها السمهودى بعد تحقيق الروايات حيث يقول: (على أن الأقرب طوله في زمن عثمان - رضى الله عنه كان ستين ومائة ذراع، لما سيأتى في الزيادة بعده، ثم يقول: وأن عرض المسجد في زمنه نحو مائة وثلاثين ذراعا والله أعلم) (1).
__________
(1) وفاء الوفا الجزء الثاني ص 507 - 508.