كتاب المسجد النبوي عبر التاريخ

الدور التي أدخلها عثمان في المسجد
... اقتضت هذه الزيادة أن يشترى عثمان رضى الله عنه أجزاء من الدور التى كانت محيطة بالمسجد ليوسعه بها، ومن الدور التى اشتراها أو اشترى بعضها ما يأتى:
1 - دار حفصة بنت عمر بن الخطاب في الجنوب.
2 - جزء من دار مروان بن الحكم التى هى جزء من دار العباس بن عبد المطلب.
3 - جزء من دار جعفر بن أبى طالب.
ففى رواية عقبة عن عبد الرحمن بن سعد عن أشياخه (أن عمر قدم جدار القبلة إلى المقصورة، ثم قدمه عثمان إلى موضعه اليوم، وأدخل بقية دار العباس بن عبد المطلب مما يلي القبلة والشام والمغرب، وأدخا بعض بيوت حفصة بنت عمر مما يلي القبلة، فقام المسجد على تلك الحال حتى زاد فيه الوليد) (1).
فاما دار حفصة فقد روى ابن زبالة عن عبدالله بن عمر بن حفص، قال: سمعت أبى يقول: (لما احتيج بيت حفصة قالت: فكيف بطريقى إلى المسجد؟ فقال لها: نعطيك أوسع من بيتك، ونجعل لك طريقا مثل طريقك) (2).
وأما دار مروان بن الحكم فيقول ابن النجار: (واشترى من مروان بن الحكم داره، وكان بعضها لآل النجار، وبعضها دار العباس، لها باب إلى المسجد) (3).
وأما دار جعفر بن أبى طالب فقد روى عن ابن الحسن المدائنى أنه قال في حديث ساقه: (أن النبى - صلى الله عليه وسلم - خط لجعفر بن أبى طالب دارا وهو بأرض الحبشة، فاشترى عثمان نصفها بمائة ألف فزادها في المسجد) (4).
وقد سبق في زيادة عمر - رضى الله عنه - أنه أخذ دار العباس كما اشترى نصف دار جعفر بن أبى طالب مما قد يحدث لبسا وخلطا على القارئ ولتحقيق ذلك أقول: - إننا قد أثبتنا أن عمر رضى الله عنه لم يأخذ دار العباس كلها، بل أخذ الجزء الذى
__________
(1) وفاء الوفا الجزء الثاني ص 508.
(2) المرجع والصفحة السابقان.
(3) أخبار مدينة الرسول ص 98.
(4) وفاء الوفا الجزء الثاني ص 508.

الصفحة 104