كتاب المسجد النبوي عبر التاريخ

المسجد في عهد علي كرم الله وجهه
بويع علي رضى الله عنه بالخلافة في أوائل سنة ست وثلاثين هجرية وكانت فترة عصيبة في تاريخ المسلمين، فالفتن متلاحقة، والرؤوس متناطحة، والأعناق مشرئبة إلى هذا المنصب الخطير، وكانت فترة خلافته رضى الله عنه أربع سنوات بدأت بالحرب وانتهت بمقتله رضى الله عنه وفيها انتقل مقر الخلافة المنافسة دمشق - الشام - وشغلت الحروب المتوالية الفريقين فلم يلتفت أحدهما إلى المسجد، ولم يكن قد مضى على تجديده وتوسعته في عهد عثمان رضى الله عنه سوى أربعة أعوام، فلم تكن هناك حاجة إلى تجديد المسجد أو توسعته ـ وكان المسلمون قد خرجوا من المدينة إلى العواصم الجديدة مما قلل عددهم، كل هذه العوامل قد صرفت الخلفاء عن توجيه عنايتهم إلى المسجد الشريف، حتى هدأت الأحوال واستقرت
الأمور، واستتيب الأمن لبنى أمية فوجه الوليد بن عبد الملك همته وعنايته إلى المسجد، فكانت توسعته في عهده على يد أمير المدينة عمر بن عبد العزيز رضى الله عنه - كما سنوضحه - إن شاء الله تعالى - في الرسالة القادمة.
وهكذا نرى أن المسجد لم يحدث فيه أى تغيير في تلك الفترة من تاريخ المسلمين.

الصفحة 107