كتاب المسجد النبوي عبر التاريخ

بنفسه: (ابتدأنا بهدم مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في صفر من سنة ثمان وثمانين) (6).
... ويقول الطبرى في أحداث سنة ثمان وثمانين: وفى هذه السنة ابتدأ عمر بن عبد العزيز في بناء المسجد (1).
... وعلى هذا فإننا نستطيع أن نؤكد بأن بدء العمل في المسجد كان سنة ثمان وثمانين، وأن نهايته كان سنة إحدى وتسعين، أى أن العمل قد استمر ثلاث سنوات (2).
... وتكون الرواية التى نصت على أن بدء العمل كان سنة إحدى وتسعين مرفوضة، لأننا لو أخذنا بها لكانت نهاية العمل بالمسجد سنة ثلاث وتسعين أن تكون في السنة التى عزل فيها عمر بن عبد العزيز عن ولاية المدينة، وذلك غير صحيح لأن عمر هو الذى استقبل الوليد وطاف معه في المسجد، وظل يعمل بعد ذلك واليا على المدينة، وبالتالى تكون محاولة التوفيق التى حاولها السمهودى غير صحيحة، لأنها لو صحت لترتب عليها ما سبق، ولكانت مدة العمل في المسجد ست سنوات حيث بدأ الاستعداد لذلك سنة ثمان وثمانين وانتهى في سنة ثلاث وتسعين ولم يقل بذلك أحد من المؤرخين.
الدور التى وسع بها المسجد
... لما امر الوليد عمر بن عبد العزيز بهدم المسجد وبنائه أمره بشراء ما حوله من الدور من المشرق والمغرب والشمال، فأما الدور التى كانت في المشرق فهى حجرات أزواج النبى - صلى الله عليه وسلم - وبيت السيدة فاطمة بنت رسول الله ـ رضى الله عنه - ـ ودار عبد الله بن مسعود المعروفة بدار القراء، وأبيات لهاشم بن عتبة بن أبى وقاص، وأما الدور التى كانت في شمال المسجد فهى بعض حجر أزواج النبى - صلى الله عليه وسلم - وأما التى في الغرب فدار طلحة بن عبيد الله، ودار لمخارق مولى العباس بن عبد المطلب.
... فأما حجرات أزواج النبى - صلى الله عليه وسلم - فقد أدخلت في المسجد من غير شراء لأن ذلك فى
__________
(1) تاريخ الأمم والملوك جـ 2 ص 436.
(2) وفاء الوفا جـ 2 ص 522.

الصفحة 116