كتاب المسجد النبوي عبر التاريخ

ولعل الوليد قد نقل ذلك من بلاد الشام التى كانت تزخر بالآثار الرومانية القديمة لان الوليد كان مولعا بالبنايات الفخمة قهو بانى المسجد الأموى بدمشق وأنفق عليه نفقة عظيمة قدرها المؤرخون بخمسة ملايين وستمائة ألف دينار، وقدرها بعضهم بأحد عشر مليونا ومائتى ألف دينار (1).
... وقد اهتم الوليد ببناء مسجد دمشق حتى أنفق على كرمة في الجدار القبلى صنعت من الفسيفساء سبعين ألف دينار، واستخدم في البناء اثنى عشر ألف قطعة من الرخام، وقد قال فيه ابن كثير رحمه الله: والمقصود أن الجامع الأموى لما كمل بناؤه لم يكن على وجه الأرض بناء أحسن منه، ولا أبهى ولا أجمل منه، بحيث إذا نظر الناظر إليه أو إلى جهة منه أو إلى بقعة أو مكان منه تحير فيها نظره لحسنه وجماله (2).
... وكذلك بنى الوليد مسجد الصخرة ببيت المقدس، وعقد عليها قبة (3) واعتنى ببنائه، فلم يكن غريبا أن يبنى الوليد مسجد النبى - صلى الله عليه وسلم - على هذا النحو من الأبهة والفخامة وأن يعتنى به تلك العناية الفائقة، لأنه كما قالوا فيه: كانت همته في البناء.
__________
(1) البداية والنهاية جـ9 ص149.
(2) المصدر السابق ص150.
(3) المصدر السابق ص165.

الصفحة 129