كتاب المسجد النبوي عبر التاريخ

وكل هذه الدور كانت في الجهة الشمالية أى في مؤخر المسجد، لأن الثابت أن المهدى لم يزد في قبلة المسجد شيئا، وكذلك لم يزد في شرقيه ولا غربيه شيئا، وإنما كانت زيادته في مؤخر المسجد أى في الجهة الشمالية.
متى بُدئ في البناء
... بدأ العمل في توسعة المسجد النبوى الشريف في عهد المهدى سنة إحدى وستين ومائة، وكانت مدة العمل خمس سنوات، يقول ابن زبالة ويحيى: وفرغ من بنيان المسجد سنة خمس وستين ومائة (1).
... ويقول ابن كثير: إن التوسعة كانت سنة ستين ومائة (2) أى في السنة التى حج فيها المهدى ولكن الرأى الأول أرجح لأن دخول المهدى المدينة كان بعد حجه أى في أواخر شهر ذى الحجة فكيف تتم التوسعة أو يبدأ العمل، والأمر يحتاج إلى شراء الدور، واتخاذ التدابير اللازمة لمثل هذا العمل العظيم، ولعل ابن كثير رحمه الله يقصد أن الأمر بالتوسعة كان سنة ستين ومائة.
... وأما الأستاذ صالح مصطفى فيقول: وبدأت عمارة المهدى في عام 162 هـ، 778 م، واستمرت حتى عام 165هـ- 781 - 2م.
... وقد نقل الأستاذ صالح هذا التاريخ من نص وجد بالمسجد النبوى، ولكن هذا النص غير صحيح لأن ابن رسنته راوى هذا النص نقله خطأ، فالنص منسوب الى أبى العباس السفاح وليس لأبى عبد الله المهدى، ولذلك نقله يحيى بن الحسن المدنى - وهو أقدم من ابن رسنته، وأسبق في كتابته تاريخ المدينة - ونسبه إلى أبى العباس، وقال: سنة اثنتين وثلاثين ومائة، وهذا التاريخ يوافق خلافة أبى العباس، لذلك علق الأستاذ صالح على النص مبينا صحة ما رواه يحيى بن الحسن، وخطأ ما رواه ابن رسته (3).
ومن هذا نتبين أن بدء العمل في توسعة المهدى كان سنة إحدى وستين ومائة،
__________
(1) المصدر السابق.
(2) البداية والنهاية ج 10 ص 132.
(3) المدينة المنورة تطورها العمراني ص 288.

الصفحة 134