كتاب المسجد النبوي عبر التاريخ

المصحف العثمانى والكتب المهمة، وكان تجديد الحائط الشرقى عام 589 هـ/1193م (1)
... وفى عام 593هـ/ 1196 - 1197م وفى عهد الخليفة نفسه جدد المنبر الأموى، وظل قائما في المسجد حتى احترق في الحريق الأول الذى شمل كل ما في المسجد، وكان سنة 654هـ/1256م (2).
فى عام 557هـ/1161 - 1162م يروى المؤرخون ان نور الدين محمود بن زنكى المشهور بالشهيد قد عمل صورا من الرصاص حول قبر النبى- صلى الله عليه وسلم - وكان ذلك بناء على رؤيا رآها تتلخص في أن رجلين من النصارى حاولا سرقة الجثة الشريفة، وأن نور الدين قد رآى في منامه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وطلب منه أن يتقذه من النصرانيين.
... فتوجه نور الدين إلى المدينة ومعه وزيره وبعض جنوده، وعثر هنالك على الرجلين، ووجد في المكان الذى يسكنان فيه أثرا للحفر للوصول إلى القبر الشريف، فأمر، بالرجلين فضربت عنقاهما، وأمر بإحضار الرصاص، وحفر خندقا حول القبر، وأقام فيه جدارا من الرصاص ورفعه على وجه الأرض نحو متر (3).
... وهذه القصة شك فيها كثير من المؤرخين لما فيها من المبالغة التى تجاوزت الخيال ولكنا نرى السمهودى وهو عالم محقق ناقد يسردها دون أى تعليق عليها سوى قوله والعجيب أنى لم أقف على هذه القصة في كلام من ترجم نور الدين الشهيد مع عظمها (4).
... ونحن نلاحظ أن السور الرصاص المذكور الموجود حول القبر الشريف يراه كل من زار القبر، ودق النظر إلى جدرانه الخارجية.
... وأنا مع هذا لا أميل إلى تأييد هذه القصة على عواهنها، وأتوقف في صحة روايتها ولعل السور الرصاص قد بنى حول الحجرة الشريفة بعدما حدث لها من سقوط بعض جدرانها مرارا فأرادوا بذلك تمتين البناء وتقويته حتى لا يتعرض للهدم والله أعلم.
__________
(1) وفاء الوفا جـ2 ص600.
(2) المصدر نفسه ص405.
(3) وفاء الوفا جـ2 ص 648.
(4) وفاء الوفا جـ2 ص 648.

الصفحة 139