كتاب المسجد النبوي عبر التاريخ

الفصل الثالث المسجد النبوي في عصر المماليك

حريق المسجد
... استمر المسجد على حاله بعد توسعة المهدى، حتى كانت ليلة الجمعة أول شهر رمضان من سنة 654هـ/ 22 سبتمبر 1256 م في أول الليل، إذ شبَّ حريق لم يستطع أهل المدينة إطفاءه، وظلت النار تلتهم المسجد حتى أتت على جميع ما فيه.
سبب الحريق
... يذكر السمهودى نقلا عن المؤرخين أن أحد الفراشين، وهو أبو بكر بن أوحد دخل إلى المخزن الجنوبى الغربى لاستخراج قناديل لمنارات المسجد بمناسبة شهر رمضان فاستخرج منها ما احتاج إليه، ثم ترك الضوء الذى كان معه فوق قفص من أقفاص القناديل، وكان في القفص مشاق، فاشتعلت فيه النار، وبادر الخادم باطفاء الحريق فلم يقدر، وعلقت النار بالحصر والأقفاص والبساط وغيرها مما كان في المخزن، ثم تزايدت النيران حتى بلغت سقف المسجد.
... قال المؤرخون: ثم دبت النار في السقف بسرعة آخذة قبلة ـ أى جهة القبلةـ وأعجلت الناس عن إطفائها بعد أن نزل أمير المدينة، فاجتمع معه غالب أهل المدينة، فلم يقدروا على قطعها، وما كان إلا أقل من القليل حتى استولى الحريق على جميع سقف المسجد الشريف، واحترق جميعه حتى لم تبق خشية واحدة.
... وتلف جميع ما احتوى عليه المسجد الشريف من المنبر النبوى والأبواب
__________
(1) وفاء الوفا جـ2 ص 598،599.
(2) المدينة المورة تطورها العمراني ص 79.

الصفحة 141