كتاب المسجد النبوي عبر التاريخ

وأصبحت بذلك منارات الحرم أربعا، وكانت أطوالها كما ذكر السمهودى النحو التالى:
1 - المنارة الرئيسية - الجنوبية الشرقية- طولها من رأس الهلال إلى أسفلها خارج المسجد 77 ذراعا فلما انهدم ثلثها بسبب الصاعقة، هدمت جميعها، وأعيد بناؤها فأصبح طولها أزيد من مائة ذراع، ثم حدث بها خلل، فأعاد بناؤها السلطان الأشرف الشجاعى، وزاد في ارتفاعها حتى كانت زيادة على مائة وعشرين ذراعا - أى 60 مترا -.
2 - المنارة الجنوبية الغربية وهى التى أعادها السلطان قلاوون، وكان طولها من أعلى هلالها إلى الأرض خمسة وتسعين ذراعا - أى 47.5 مترا-.
المنارة الشمالية الشرقية، وهى المعروفة بالسنجارية، نسبة إلى سنجر الجاولى، وكان طولها من أعلى هلالها إلى الأرض تسعة وسبعين ذراعا ـ أى 39.5 مترا ـ.
3 - المنارة الشمالية الغربية، وهى المعروفة بالخشبية، وطولها اثنان وسبعون ذراعا _ أى 36 مترا _ (1). من أعلى هلالها إلى الأرض.
واستمرت عناية السلاطين بالحرم النبوى فجددوا القبة، ووضعوا فوقها ألوان الرصاص وقد حدث ذلك مرتين: مرة في عهد السلطان الناصر حسن بن محمد بن قلاوون عام 755/ 762هـ _ 1345/ 1361 م وأما المرة الثانية فكانت في عهد السلطان شعبان بن حسين بن محمد بن قلاوون عام 765هـ/1363 _ 1364م (2).
وأخذ السلاطين يتنافسون في عمل المنابر وإرسالها إلى المسجد النبوى، وكان منبر السلطان المؤيد أبو النصر شيخ المحمودى هو آخر منبر وصل قبل الحريق الثانى، وظل قائما في المسجد حتى احترق في الحريق الثانى.
الحريق الثاني وأسبابه
... حصل الحريق الثاني في شهر رمضان سنة 886هـ /1481م (3)، وسببه أن
__________
(1) المصدر السابق ص 527، 529.
(2) المدينة المنورة تطورها العمراني ص 81.
(3) وفاء الوفا جـ2 ص 410.
(4) المصدر السابق ص 527.

الصفحة 143