كتاب المسجد النبوي عبر التاريخ

الأرضية أحد عشر مترا.
... وبنوا فوق المحراب العثمانى، وجعلوا فوق الحجرة النبوية قبة على دعائم بأرض المسجد وجعلوا لها عقودا من الآجر بدلا من القبة الزرقاء، ووجدت أوراق المصاحف المحترقة في الحريق الأول في خزانة عند المئذنة الرئيسية فأخذوا هذه الأوراق فوضوعها فوق القبة فتشققت القبة.
... وكأنهم سألوا عن سبب ذلك فقيل لهم: إن ذلك بسبب وضع أوراق المصحف بها لأن الله تعالى يقول: {لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله} فأخرجوا الأوراق منها، يقول السمهودى: فقضيت العجب من ذلك!
... ويتكلم السمهودى عما أحدثوه من التجديدات فيقول: واتخذوا فيما بين الحجرة الشريفة والجدار القبلى قبة لطيفة، وحولها ثلاث أخر تسمى مجاريد0000 واتخذوا أيضا قبتين أمام باب السلام من داخله، وبنوا الباب المذكور بالرخام الأبيض والأسود، وزخفوه زخرفة عظيمة، وكذلك القباب المذكورة، ومازالت الأبواب الخشبية بالمسجد تحمل اسم السلطان قايتباى (1).
... وخفضوا أرض مقدم المسجد حتى ساوت أرض المصلى الشريف، واتخذوا له محرابا في محل الصندوق الذى كان هناك، وزخرفوه بالرخام وكذلك المحراب العثمانى زخرفة عظيمة وأعادوا ترخيم الحجرة الشريفة وما حولها وترخيم الجدار القبلى.
... وعملوا المنبر ودكة المؤذنين من رخام، وأخذوا فيما أعادوه من الجدار الشرقى خزائن للكتب وطاقات كبارا كالأبواب المقنطرة في أعالى الجدار المذكورة أولا غير شباك واحد، وجعلوا نظير تلك الطاقات في الجدار القبلى.
... كذلك عوض السلطان المصاحف والكتب التى احترقت وأرسل جزءا منها مع الشيخ السمهودى، ووعد بإرسال ما يحتاج اليه.
... وقد كملت سُقُف المسجد كلها في أواخر شهر رمضان عام ثمانية وثمانين وثمانمائة، وتمت عمارة المسجد الشريف عقب ذلك (1).
__________
(1) المدينة المنورة تطورها العمراني ص 85.

الصفحة 146