كتاب المسجد النبوي عبر التاريخ

فليس في المسجد سقاية إلا في وسطه، وقال: وفيه بركة كبيرة مبنية بالآجر _ والطوب المحروق_ والجص والخشب ينزل إليها بدرج أربع من جوانبها، والماء ينبع من فوارة في وسطها تأتى من العين، ولا يكون الماء فيها إلا في أيام المواسم إذا جاء الحاج، وبقية السنة تكون فارغة.
... وقال أيضا: وعملت أم الخليفة الناصر لدين الله في مؤخر المسجد سقاية كبيرة، فيها عدة من البيوت ـ المراحيض ـ وحفرت لها بئرا، وفتحت لها بابا إلى المسجد في الحائط الذى يلى الشام.
... وكذلك وردت السقايات بمعنى الماء الذى يخصص للشرب، وذلك ما قصده ابن زبالة حين قال: وكان في صحن المسجد تسع عشرة سقاية، ومنها ثلاث عشرة احدثتها خالصة _ وهى أول من أحدث ذلك _ومنها ثلاث سقايات لزيد البربرى مولى أمير المؤمنين، ومنها سقاية لأبى البحترى وهب بن وهب، ومنها سقاية لشجن أم ولد هارون أمير المؤمنين، ومنها سقاية لشجن أم ولد هارون أمير المؤمنين، ومنها سقاية لسلسبيل أم ولد جعفر بن أبى جعفر.
... يقول السمهودى: وليس بالمسجد اليوم شيء من السقايات إلا ما يحمل اليه من الدوراق المسبَّلة فيشرب بها الناس في أوقات مخصوصة، ثم جعل السلطان قايتباى سبيلا مما يلى باب الرحمة له شباك إلى المسجد (1).
... المستودعات: وكان في المسجد المبارك اثنا عشر مستودعا سوى بعض الخزائن التى لم تكن تستعمل كمستودعات وهى القبة التى في صحن المسجد ويوضع فيها الزيت وقود الحرم، وأمام كل منارة من المنارات الأربع خزانة يضع فيها الخدم حوائجهم من الفرش ونحوها، ويلى المئذنة الخشبية _الشمالية الغربية_ مستودعان كبيران يوضع فيهما القناديل الزجاج وبعض آلات المسجد.
... وفى جهة المشرق مما يلى المنارة السنجارية _الشمالية الشرقية_ غرفة كبيرة فيها فرش الخدم، وإلى جانبها خزانتان: إحداهما تكون لمن عليه النوبة من الفراشين يضع فيها فوانيس المسجد ونحوها، والثانية لأحد الخدم، وفى الجهة نفسها باب جبريل وباب النساء خزانة يضع فيها الخدم الماء لشربهم، كذلك يضعون فيها فرشهم وأمتعتهم.
__________
(1) وفاء الوفا جـ2 ص679،680.

الصفحة 150