كتاب المسجد النبوي عبر التاريخ

وقد قال ابن جبير عن خدم المسجد: وسدنته فتيان أحابيش وصقالبة ظراف الهيئة نظاف الملابس والشارات (1).
... وفى غربى المسجد بين باب الرحمة وباب السلام مستودع يوضع فيه النورة (2).
... وأما القناديل: فقد كان في المسجد منها في زمن ابن زبالة مائتان وتسعون قنديلا، وفى زمن السمهودى مائتان وستة وخمسون قنديلا توقد كل ليلة، وكان هناك مائة اخرى توقد في المناسبات، وكانوا يجعلون في كل عقد من عقود صحن المسجد من المقدمة والجنبين ثلاثة قناديل، وفى مؤخر المسجد قنديلا واحدا.
... وبصحن المسجد أربعة مشاعل: اثنان في جهة القبلة، والآخران في جهة الشام _الشمال_ وكل مشعل منهما يشبه الاسطوانة، وبأعلاه شعلة توقد في ليالى الزيارات المشهورة.
... ويحتفلون بزيادة الإنارة في شهر رمضان، وبخاصة في ليلة سبعة وعشرين منه، كما يسرجون في كل ليلة من لياليه نحو أربعين شمعة، يضعونها فوق الشمعدانات في قبلة الروضة والحجرة وغربى المنبر، وبعضها في محراب الأحناف.
... وللمسجد فوانيس، يطوف بها الخدم بعد صلاة العشاء الآخرة، ليخرجوا الناس من المسجد عند إغلاقه، وعدة هذه الفوانيس ستة (3).
... وللمسجد النبوى الشريف إمام واحد يصلى بالناس في محراب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفى أيام الموسم _موسم الحج_ يتقدم فيصلى في المحراب العثمانى الذى هو آخر زيادة عثمان بن عفان _ رضى الله عنه _ وظل الأمر كذلك حتى سعى رجل يسمى طوغان شيخ لاحداث محراب للأحناف، وكان ذلك في دولة الأشرف إينال، ولكن أهل المدينة قاموا في وجهه، ومنعوه من تحقيق هدفه، وساعدهم على ذلك ناظر الخواص الشريفة جمال الدين يوسف، واخفقت مساعى طوغان، ولم يتم له ما أراد.
... فلما توفى جمال الدين يوسف، بدأ طوغان يجدد سعيه حتى صدر مرسوم بعمل محراب للحنفية، واستمر إلى زمن السمهودى ـ رحمه الله ـ فكان إمام المسجد يصلى
__________
(1) المصدر السابق ص 680،681.
(2) وفاء الوفا جـ2 ص 681.
(3) المصدر السابق ص 681.

الصفحة 151