الفصل الأول المسجد النبوي في العصر العثماني
...
وأحب أن أشير هنا إلى أن المراد بالعصر العثمانى هو العصر التركى، وذلك خوفا من الالتباس فكثير من المؤرخين يطلقون على المحراب الذى هو نهاية توسعته المسجد من جهة القبلة في عهد الخليفة الثالث عثمان بن عفان رضى الله عنه المحراب العثمانى، وحين يقال ذلك يلتبس الأمر، ويظن بعض الناس أنه منسوب إلى الدولة العثمانية، وهو في الحقيقة نسبة إلى سيدنا عثمان بن عفان.
وتعتبر إصلاحات السلطان قايتباى آخر الاصلاحات التى تمت في المسجد النبوى المبارك حتى استولى العثمانيون على مصر عام 923 هـ_ 1517م، وأنهوا بذلك حكم المماليك عندئذ آلت اليهم السلطة على بلاد الحجاز، وتولوا هم أمر الأماكن المقدسة فيها، وأولوها عناية فائقة، واهتماما كبيرا.
... وكان أول من عمل منهم إصلاحات في الحرم النبوى هو السلطان سليمان القانونى، ولم تكن العمارة كبيرة بل كانت بعض الترميمات في المسجد وفى باب السالم، وكان ذلك في عام 940هـ_ 1534م، 941هـ_ 1543م، ويرجح أى هذه العمارة كانت أثناء تعمير سور المدينة الذى استغرق بناؤه سبع سنوات من 939_946هـ_ 1532_1539م، (1).
... وكانت العمارة الرئيسية في العصر العثمانى في عهد سليمان القانونى سنة 947هـ_ 1540م، وتناولت هذه العمارة باب الرحمة، وباب النساء حيث أقيم على جانبيه برجان من خارج المسجد لتقويته وتدعيمه، وهدم الجدار الغربى وأعيد بناؤه في باب الرحمة وأما الجدار الشرقى فقد عملت فيه بعض الإصلاحات والترميمات من أسفله فقط وهدمت المنارة الشمالية الشرقية (السنجارية) وأقيمت مكانها المئذنة السليمانية وكان عمق أساسها ثلاثة عشر ذراعا بذراع العمل،
__________
(1) المدينة المنورة تطورها العمراني ص 88.
(2) التحفة اللطيفة ص91 تحقيق حمد الجاسر ضمن رسائل في تاريخ المدينة.